للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضوانه والجنَّةَ، ويستعيذ برحمته من النَّار» رواه الشَّافعيُّ بإسنادٍ ضعيفٍ (١)؛ ولأنَّه مظنَّة إجابة الدُّعاء.

ويصلِّي على النَّبيِّ بعدها؛ لقول القاسم بن محمَّدٍ: «كان يستحب ذلك»، فيه صالح بن محمد بن (٢) زائدة، قوَّاه أحمد، وضعَّفه غيره (٣)، ولأنه يشرع فيه ذكر الله؛ كصلاةٍ وأذانٍ.

(وَيُلَبِّي)؛ أي: يتأكَّد في مواضع: (إِذَا عَلَا نَشَزًا)، وهو المكان المرتفع، بفتح الشِّين وسكونها، (أَوْ هَبَطَ وَادِيًا، وَفِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ (٤)؛ أي: عند الفراغ منها، (وَإِقبَالِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)؛ أي: بأوَّلهما، (وَإِذَا الْتَقَتِ الرِّفَاقُ)؛ لقول جابرٍ: «كان النَّبيُّ يلبِّي كذلك» (٥)، وقال النَخَعيُّ: (كانوا يستحبُّون التَّلبية دُبر الصلوات المكتوبة، وإذا هبط واديًا، أو علا نَشَزًا، أو لَقِيَ راكبًا، أو استوت به راحلته) (٦).

ويُستحَبُّ إذا أتى محظورًا ناسيًا، أو ركب، زاد في «الرِّعاية»: أو نزل، وفي «المستوعب»: يستحبُّ عند تنقُّل الأحوال به، وزاد: وإذا رأى البَيتَ.


(١) أخرجه الشافعي (ص ١٢٣)، والدارقطني (٢٥٠٧)، والبيهقي في الكبرى (٩٠٣٨)، وفيه صالح بن محمد بن زائدة وهو ضعيف، قال ابن الملقن: (وضعفه يحيى والدارقطني والنسائي وابن حبان، وقال البخاري: منكر الحديث). ينظر: البدر المنير ٦/ ١٦٧.
(٢) قوله: (ابن) سقط من (و).
(٣) أخرجه الدارقطني (٢٥٠٧)، وهو الحديث المتقدم تخريجه قريبًا.
(٤) في (ب) و (د) و (ز) و (و): المكتوبة.
(٥) لم نقف عليه، وقال ابن حجر: (ذكره الشيخ في «المهذب»، وبيض له النووي والمنذري، وقد رواه ابن عساكر في تخريجه لأحاديث «المهذب»، من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية في فوائده بإسناد له إلى جابر قال: كان رسول الله يلبي إذا لقي ركبًا، فذكره، وفي إسناده من لا يُعرف). ينظر: التلخيص الحبير ٢/ ٥٢٠.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (١٢٧٤٨)، بإسناد صحيح.