للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بلعن المتشبِّهين والمتشبِّهات (١).

فأمَّا خضابها به عند الإحرام فمستحَبٌّ؛ لقول ابن عمر (٢)، ولأنَّه من الزِّينة، فاستحب عند الإحرام كالطِّيب.

فائدةٌ: يستحبُّ للمزوَّجة أن تختضب بالحنَّاء لما فيه من الزِّينة، والتَّحبُّب للزَّوج؛ كالطِّيب، ويكره للأيِّم؛ لعدم الحاجة، مع خوف الفتنة، وفي «المستوعب»: لا يستحَبُّ لها، وقد روى أبو (٣) موسى المدِيني، عن جابر مرفوعًا: «يا معاشر النِّساء اختضِبْنَ، فإنَّ المرأة تختضب لزوجها، وإنَّ الأيم تختضب تَعَرَّضُ للرزق (٤) من الله ﷿» (٥).

(وَالنَّظَرُ فِي المِرْآةِ لَهُمَا جَمِيعًا)، رُوِي عن ابن عمر وعمر بن عبد العزيز: «أنَّهما كانا ينظران في المرآة، وهما محرِمان» (٦)، ولأنَّه لم يرد فيه ما يقتضي


(١) أخرجه البخاري (٥٨٨٥)، عن ابن عباس قال: «لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال».
(٢) أخرجه الدارقطني (٢٦٦٩)، والبيهقي في الكبرى (٩٠٥٣)، من طريق موسى بن عبيدة، أخبرني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه كان يقول: «من السنة تدلك المرأة من رأسها بشيء من حناء عشية الإحرام، وتغلف رأسها بغسلة ليس فيها طيب، ولا تحرم عطلاً»، قال البيهقي: (ليس ذلك بمحفوظ)، وضعفه ابن مفلح في الفروع ٥/ ٥٣١، والحافظ في التلخيص ٢/ ٥١٦، بموسى بن عبيدة، فإنه واهي الحديث.
(٣) في (أ): ابن.
(٤) في (و): للذكر.
(٥) لم نقف عليه بهذا اللفظ، ولكن أخرج عبد الرزاق (٧٩٣١)، عن إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني قال: جاءت امرأة إلى النبي تبايعه، فقال: «ما لك لا تختضبين؟ ألك زوج؟» قالت: نعم قال: «فاختضبي، فإن المرأة تختضب لأمرين إن كان لها زوج، فلتختضب لزوجها، وإن لم يكن لا زوج، فلتختضب لخطبتها»، ثم قال: «لعن الله المذكرات من النساء، والمؤنثين من الرجال»، وهو مرسل، وفيه إسماعيل بن عياش وروايته عن غير الشاميين ضعيفة.
(٦) أثر ابن عمر : أخرجه الشافعي كما في المسند (ص ٣٦٥)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (٩١٤٤)، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر أنه نظر في المرآة وهو محرم.
وأخرجه عبد الرزاق كما في المحلى (٥/ ٢٨٠)، وابن أبي شيبة (١٢٨٤١)، من طرق أخرى عن نافع عن ابن عمر.
وأخرجه مالك (١/ ٣٥٨)، عن أيوب بن موسى: «أن عبد الله بن عمر نظر في المرآة لشكو كان بعينيه، وهو محرم»، وأيوب بن موسى القرشي لم يدرك ابن عمر، وإنما يروي عن نافع عن ابن عمر، قال ابن عبد البر في الاستذكار ٤/ ١٦١: (لم يرو مالك هذا الخبر عن نافع، وقد رواه عبيد الله وعبد الله العمريان عن نافع عن ابن عمر، ورواه أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر).