للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن قلعها غيرُه من الحل؛ فقال القاضي: يضمنه وحده؛ لأنه (١) أتلفها، بخلاف من نفَّر صيدًا، فخرج من الحرم؛ ضمنه المنَفِّر لا قاتله؛ لتفويته حرمته بإخراجه.

ويحتمل فيمن قلعه: أنه كذاك مع قاتل.

فظهر منه: أنه لو ردَّ إلى الحرم لم يضمنه، وأنه يلزمه رده، وإلا ضمنه.

(وَمَنْ قَطَعَ (٢) غُصْنًا فِي (٣) الْحِلِّ أَصْلُهُ فِي الْحَرَمِ؛ ضَمِنَهُ)؛ لأنَّه تابعٌ لأصله، وكذا لو كان بعض الأصل في الحرم؛ تغليبًا للحُرمة، كالصَّيد.

(وَإِنْ قَطَعَهُ فِي الْحَرَمِ وَأَصْلُه فِي الْحِلِّ؛ لَمْ يَضْمَنْهُ فِي أَحَدِ الوَجْهَيْنِ)، اختاره القاضي، وجزم به في «الوجيز»؛ لأنَّه تابعٌ لأصله.

والثَّاني: يضمنه، اختاره ابن أبي موسى؛ لأنَّه في الحرم.

وأطلقهما في «المحرَّر» و «الفروع».

فائدةٌ: لم يذكر المؤلِّف حدَّ الحرم، وهو من طريق المدينة: ثلاثة أميالٍ عند بيوت السُّقيا، ومن اليمن: سبعة أميالٍ عند أَضاة لِبْن (٤)، ومن العراق كذلك على ثنية زحل (٥)،


(١) في (ز): لأنها.
(٢) في (د) و (و): قلع.
(٣) في (د) و (و): من.
(٤) أضاة: بالضاد المعجمة، على وزن قناة، ولِبْن: بكسر اللام وسكون الموحدة، حدّ من حدود الحرم على طريق اليمن. ينظر: معجم البلدان ١/ ٢١٤، شرح المنتهى ١/ ٥٦٧.
(٥) كذا بخط المؤلف وفي (أ) و (ز). وفي (د) و (و): وحل. والذي ذكره الجراعي والبهوتي: (ثنية خلٍّ)، قال الجراعي في تحفة الراكع ص ١٥٠: (فأما خل، فبخاء معجمة مفتوحة، والمُقطَّع: بضم الميم وفتح الطاء المشددة، على ما وُجِدَ بخط سليمان بن خليل فيهما، ووُجِد بخط المحب الطبري في القِرى، على الخاء من "خل" نقطة من فوق، وعلى اللاَّم شدة، وضبط "المَقْطع" بفتح الميم وإسكان القاف، وفي تاريخ الأزرقي: على الخاء أيضًا من خل، نقطة من فوقها، وذكر الأزرقي: أن سبب تسميته بذلك؛ أنهم قطعوا منه أحجار الكعبة في زمن ابن الزبير، وقيل غير ذلك).
وقال في الكشاف ٦/ ٢٢٨: (ثنية خل، بخاء معجمة مفتوحة، ولام مشددة، هكذا في ضبط المصنف بالقلم. وفي المنتهى والمبدع وغيرهما: رِجْل، أي: بكسر الراء وسكون الجيم).