للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو داودَ (١)، ولأن (٢) الحاجة تدعو إليه.

وعنه: لا يَخطُب يومئذٍ، نصره القاضِي وأصحابُه؛ لأنَّها تُسَنُّ في اليوم قبلَه، فلا تُسَنُّ فيه.

(ثُمُّ يُفِيضُ إِلَى مَكَّةَ)؛ لقول عائشة: حَجَجْنا مع النَّبيِّ ، فأفَضْنا يوم النحر، فحاضت صفيَّةُ، فأراد النَّبيُّ منها ما يُريدُ الرَّجل من أهله، فقلت: يا رسول الله إنَّها أفاضت يوم النَّحر! قال: «اخْرُجُوا» متَّفَقٌ عليه (٣).

(وَيَطُوفُ لِلزِّيَارَةِ)، هكذا فعل النَّبيُّ (٤)، سُمِّي به؛ لأنَّه يأتي من مِنًى فيزور البيت، ولا يقيم بمكَّة، بل يعود (٥) إلى مِنًى، ويُسمَّى: طواف الإفاضة؛ لأنَّه يأتي به (٦) عند إفاضته من مِنًى إلى مكَّة، ويُسمَّى: طواف الصَّدَر؛ لأنَّه يُصدَر إليه من مِنًى.

وقيل: طواف الصَّدَر هو طواف الوداع، قال المنذري (٧): وهو المشهور؛


(١) أخرجه أحمد (١٦٥٨٩)، وأبو داود (١٩٥٧)، والنسائي (٢٩٩٦)، من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي، قال: خطبنا رسول الله ، ونحن بمنى … الحديث. وأخرجه أحمد (١٦٥٨٨)، من وجه آخر من طريق معمر، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي قال: خطب النبي الناس بمنى … الحديث، وصحح البيهقي الوجه الأول، وقال: (عبد الرحمن بن معاذ له صحبة، وزعموا أن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدركه، وأن روايته عنه مرسلة)، لكن أثبت أبو حاتم سماعَ محمد بن إبراهيم من عبد الرحمن بن معاذ، وصحح الحديث الألباني. ينظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص ١٨٨، صحيح أبي داود ٦/ ١٩٧.
(٢) في (د): لأن.
(٣) أخرجه البخاري (١٧٣٣)، ومسلم (١٢١١).
(٤) كما في أحاديث منها حديث ابن عمر عند البخاري (١٦٩١)، مسلم (١٢٢٧)،
(٥) في (و): يعوده.
(٦) قوله: (به) سقط (ز).
(٧) ينظر: شرح الزركشي ٣/ ٢٧٠.