للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لِمَا روى غُندَرٌ، عن شعبةَ، عن أبي إسحاقَ السَّبِيعيِّ، عن امرأته العالية قالت: دخلت أنا وأمُّ ولد زيدِ بن أرقم على عائشةَ، فقالت أمُّ ولد زيد بن أرقم: إنِّي بعتُ غلامًا من زيد بثمانِمائة درهم إلى العطاء، ثمَّ اشتريتُه منه بستِّمائة درهم نقدًا، فقالت لها: «بئس ما اشتريتِ (١) وبئس ما شريت، أبلغي زيدًا أنَّ (٢) جهاده مع رسول الله بطل (٣)، إلاَّ أن يتوب» رواه أحمدُ وسعيدٌ (٤)، ولا تقول (٥) مثل ذلك إلاَّ توقيفًا (٦)، ولأنَّه ذريعةٌ إلى الرِّبا ليستبيح


(١) في (ح): اشتريته.
(٢) في (ح): لأن.
(٣) قوله: (بطل) سقط من (ح).
(٤) أخرجه أحمد كما في التنقيح لابن عبد الهادي (٤/ ٦٩)، وابن القيم في إعلام الموقعين (٥/ ٨٠)، وأخرجه سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٠٧٩٩)، وأخرجه ابن الجعد (٤٥١)، وعبد الرزاق (١٤٨١٢)، وابن أبي حاتم في التفسير (٢٨٩٧)، والدارقطني (٣٠٠٣)، من طرق عن أبي إسحاق، عن امرأته العالية به. وتابعه ابنه يونس: أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٤٨٧)، والدارقطني (٣٠٠٢)، وابن الجوزي في التحقيق (١٤٥٤)، قال ابن عبد الهادي: (هذا إسناد جيد)، ومدار الأثر على امرأة أبي إسحاق، وهي العالية بنت أيفع، واختلف في جهالتها، فجهَّلها: الشافعي والدارقطني وابن عبد البر وابن حزم، وخالفهم ابن الجوزي وابن القيم وابن عبد الهادي وابن التركماني، ودلَّل ابن القيم في إعلام الموقعين ٥/ ٨٠ على قبول خبرها بكلام يطول، وأعلَّه ابن حزم أيضًا بتدليس أبي إسحاق، وأنه جاء في بعض الروايات ما يدل على عدم سماعه الحديث من امرأته ولم تسمعه امرأته من عائشة ، ويردُّ ما ذكره: الروايات المصرِّحة بحضورها تلك الحادثة، وأن شعبة ممن روى الخبر عن أبي إسحاق، ولم يحمل عنه إلا ما صرح فيه بالسماع. ينظر أيضًا: الأم ٣/ ٣٨، الاستذكار ٦/ ٢٧٢، المحلى ٧/ ٥٥٠، الجوهر النقي ٥/ ٣٣٠.
(٥) في (ح): ولا يقال.
(٦) زيد في (ح): بطل.