للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخبر: التَّفرُّق بالأقوال؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [البَيّنَة: ٤]، ولقوله : «ستفترق أمَّتي» الخبرَ (١).

فالجوابُ: بأنَّ معنى ما روي عن عمر: أنَّ البيع ينقسم إلى بيعٍ شُرِط فيه الخيارُ، وبيع لم يُشْرَط فيه، وسمَّاه صفقةً؛ لقصر مدَّة الخيار، مع أنَّ الجُوزَجانِيُّ روى عنه الأوَّلَ (٢)، ولو سُلِّم فقد خالفه جمْعٌ من الصَّحابة (٣)، مع


(١) أخرجه أحمد (٨٣٩٦)، وأبو داود (٤٥٩٦)، والترمذي (٢٦٤٠)، وابن ماجه (٣٩٩١)، وابن حبان (٦٢٤٧)، من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي: (حسن صحيح)، وصححه ابن حبان، وله طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة، قال شيخ الإسلام: (صحيح مشهور). ينظر: مجموع الفتاوى ٣/ ٣٤٥، الصحيحة (٢٠٣).
(٢) أخرجه أحمد في مسائل عبد الله كما نقل القاضي في التعليقة (٣/ ٥٠)، عن عامر، عن عمر قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا»، رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، الشعبي عن عمر مرسل كما قال أبو زرعة، وذكر البيهقي في المعرفة (٨/ ٢١)، من رواية الزعفراني عن الشافعي: (أن عمر قال: «المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا»، وهذا هو الذي يليق بكلامه).
(٣) روي عن ابن عمر : أخرجه البخاري (٢١٠٧)، عن نافع: كان ابن عمر إذا اشترى شيئًا يعجبه فارق صاحبه. وأخرجه مسلم (١٥٣١)، بلفظ: كان إذا بايع رجلاً، فأراد ألاَّ يُقيله؛ قام فمشى هنية، ثم رجع إليه.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم (٢١١٦)، عن عبد الله بن عمر ، قال: بعت من أمير المؤمنين عثمان بن عفان مالاً بالوادي بمالٍ له بخيبر، فلما تبايعنا رجعت على عقبي حتى خرجت من بيته؛ خشية أن يُرَادَّنِي البيع، وكانت السنة: «أن المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا»، ووصله الإسماعيلي ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٠٤٥٠)، والطحاوي في معاني الآثار (٧٣٢٧)، والدارقطني (٢٨١١)، وابن حجر في التغليق (٣/ ٢٣١).
وروي عن أبي برزة : أخرجه الطيالسي (٩٦٤)، وأبو داود (٣٤٥٧)، وابن الجارود (٦١٩)، والطحاوي في معاني الآثار (٥٥٣٢)، والدارقطني (٢٨٠٩)، عن أبي الوضيء قال: خرجنا في غزاة لنا فنزلنا منزلاً، فاشترى رجل عبدًا بفرس، فبقينا بقية يومنا وليلتنا، فلما كان عند الرحيل قام الرجل إلى فرسه ليسرجه، فأخذه الرجل بالبيع، فاختصما إلى أبي برزة الأسلمي، فقال: «أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله ؟ إن رسول الله قضى أنه البيعان بالخيار ما لم يتفرقا»، قال أبو برزة قال: «ولا أراكما تفرقتما»، وروي مختصرًا بدون ذكر القصة: أخرجه أحمد (١٩٨١٣)، وابن أبي شيبة (٢٢٥٦٦)، وابن ماجه (٢١٨٢)، والبزار (٣٨٦٠)، والبيهقي في الكبرى (١٠٤٣٩)، وأسانيده صحاح.