للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي روايةٍ: «إنما الرِّبَا (١) في النَّسيئة» (٢)، وعُورِض القائل (٣) به، ورجع إلى قول الجماعة، فصار إجْماعًا (٤)، لكن اخْتُلِف في رجوع ابنِ عبَّاسٍ (٥)، مع أنَّ حديثَ أُسامةَ لا يقاوم (٦) ما ورد من الأدلَّة؛ لصراحتها؛ لأنَّها تدلُّ بالمنطوق، ويحمل (٧) على أنَّه وقع جوابًا لسؤالٍ على الجنسين، أو مطلقًا، فقال: «لا ربا إلاَّ في النَّسيئة»؛ أي: المسؤول عنه، وهو الجنسان، أو أنَّ المراد نفيُ الأغلظ الَّذي ورد النَّصُّ بتحريمه؛ لأنَّ العرب كانت تقول للغريم إذا حَلَّ


(١) قوله: (إنما الربا) هي في (ظ): لا ربا إلا.
(٢) أخرجه مسلم (١٥٩٦) بلفظ: «الربا في النسيئة»، وله أيضًا: «إنما الربا في النسيئة»، وهو من حديث ابن عباس، عن أسامة بن زيد .
(٣) في (ح): المقايل.
(٤) لم نقف على ما يدل صراحة على رجوع أحد من المذكورين، بل لم نقف عنهم القول به صراحة كما تقدم غير ابن عباس كما سيأتي.
(٥) روي عن ابن عباس أنه رجع: أخرج عبد الرزاق (١٤٥٤٨)، عن زياد - هو مولى ابن عباس - قال: «كنت مع ابن عباس بالطائف فرجع عن الصرف، قبل أن يموت، بسبعين يومًا»، إسناده صحيح.
وأخرج أحمد (١١٤٤٧)، وابن ماجه (٢٢٥٨)، عن أبي الجوزاء قال: سمعت ابن عباس يفتي في الصرف، قال: فأفتيت به زمانًا، قال: ثم لقيته، فرجع عنه. قال: فقلت له: ولم؟ فقال: إنما هو رأي رأيته، حدثني أبو سعيد الخدري: «أن رسول الله نهى عنه»، إسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين.
وأخرج مسلم (١٥٩٤)، عن أبي نضرة، قال: حدثني أبو الصهباء، أنه سأل ابن عباس عنه بمكة؛ فكرهه.
وروي عنه ما يدل على عدم الرجوع: أخرج عبد الرزاق (١٤٥٤٩)، عن فرات القزاز قال: دخلنا على سعيد بن جبير نعوده، فقال له عبد الملك الزراد: «كان ابن عباس نزل عن الصرف»، فقال سعيد: «عهدي به قبل أن يموت بست وثلاثين ليلة وهو يقوله»، وإسناده صحيح.
(٦) في (ح): معلوم.
(٧) في (ظ): وتحمل.