للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَبِنَاءِ حَائِطٍ يَذْكُرُ طُولَهُ، وَعَرْضَهُ، وَسَمْكَهُ (١)، وَآلَتَهُ)؛ لأِنَّ المعرفةَ لا تَحصُلُ إلاَّ بذلك، والغَرَضُ يَخْتَلِفُ، فلم يَكُنْ بُدٌّ مِنْ ذِكْرِه، فيَذكُرُ آلةَ البِناء مِنْ حِجارةٍ، أَوْ آجُرٍّ، أوْ لَبِنٍ، فلو عَمِلَه ثُمَّ سَقَطَ؛ فله أَجْرُه؛ لأِنَّه وَفَى بِعَمَلِه.

وإنْ فَرَّطَ أوْ بَنَاهُ مَحْلُولاً، فَسَقَطَ؛ لَزِمَه إعادتُه وغَرامَةُ ما تَلِفَ منه.

وإنْ شارَطَه على رَفْعِه أذْرُعًا معلومةً، فَرَفَعَ بعضَه ثُمَّ سَقَطَ؛ فعليه إعادةُ ما سَقَطَ، وإتْمامُ ما وَقَعَتْ عليه الإجارةُ مِنَ الذَّرْعِ.

فَرْعٌ: يَجُوزُ الاِسْتِئْجارُ لِضَرْبِ اللَّبِنِ، ويكونُ على مُدَّةٍ وعَمَلٍ، فإنْ قدَّره بالعَمَل احْتاجَ إلى تَعْيِينِ عَدَدِه، وذِكْرِ قَالَبِه، ومَوْضِعِ الضَّرْب؛ لأِنَّه يَخْتَلِفُ باعْتِبار التُّراب والماء، ولا يَكْتَفِي بمُشاهَدَة الْقَالَبِ إذا لم يَكُنْ مَعْرُوفًا؛ كالسَّلَم، ولا يَلزَمُه إقامَتُه لِيَجِفَّ (٢)، وقيل: بلى إنْ كان عُرْفَ مَكانِه.

(وَإِجَارَةِ أَرْضٍ مُعَيَّنَةٍ)؛ أيْ: مَعْلُومَةٍ، (لِزَرْعِ (٣) كَذَا أَوْ غَرْسٍ (٤)، أَوْ بِنَاءٍ مَعْلُومٍ)؛ لأِنَّها تُؤَجَرُ لذلك كلِّه، وضَرَرُه يَخْتَلِفُ، فَوَجَبَ بَيَانُه، ويأتي (٥) الخِلافُ فِيما إذا أَطْلَقَ.

(وَإِنِ (٦) اسْتَأْجَرَ لِلرُّكُوبِ؛ ذَكَرَ الْمَرْكُوبَ؛ فَرَسًا أَوْ بَعِيرًا، أَوْ نَحْوَهُ (٧)؛ لأِنَّ منافِعَها تَخْتَلِفُ، ويُشْتَرَطُ مَعْرِفَتُه برُؤْيَةٍ أوْ صِفَةٍ؛ كمبيع، وما يُرْكَبُ به مِنْ


(١) في (ح): سمكه. قال في هامش (ظ): (سَمْكه، بفتح السين وسكون الميم: ثخانته، والسمك في الحائط بمنزلة العمق في غير المنتصب)، ينظر: المطلع ص ٣١٧.
(٢) في (ق): ليخف.
(٣) في (ظ): لغرس.
(٤) في (ظ): زرع.
(٥) في (ح): ولأن.
(٦) في (ح): وإذا.
(٧) في (ظ): ونحوه.