للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يَقدِرُ على حَبْسها، وهو ظاهِرُ كلامِ جماعةٍ.

وعنه: يَضمَنُ سائِقٌ جنايةَ رِجْلها.

وعلى المذهب: لو كان السَّببُ من غَيرِهم؛ ضَمِنَ فاعِلُه؛ كنَخْسها وتَنفِيرها.

ويُعتَبَر في (١) الرَّاكب أن يكون متصرفًا (٢) فيها، فلو كان عليها اثْنانِ؛ فالضَّمان على الأوَّلِ؛ لأِنَّه قادِرٌ على كَفِّها، إلاَّ أنْ يكونَ صغيرًا أوْ مريضًا، وإن كان الثَّاني متوليًا تدْبِيرَها؛ فعَلَيهِ الضَّمانُ، وإن اشتركا في التَّصرُّف، أوْ كان مَعَها سائِقٌ وقائدٌ؛ اشْتَرَكا في الضَّمان، وإن كان مَعَهُما، أوْ مَعَ أحَدِهِما راكِبٌ؛ شارَك، وقيل: راكِب؛ لأِنَّه أقْوَى، وقيل: قائدٌ؛ لأِنَّه لا حُكْمَ للرَّاكِب معه.

ولا ضَمانَ بِذَنَبِها في الأصحِّ.

ويَضمَنُ جِنايَةَ وَلَدِها.

فَرْعٌ: الإبِلُ والبِغالُ المُقْطَرةُ كالواحدة، على قائدها الضَّمانُ، وإنْ كان معه سائقٌ؛ شارَكَه في ضَمان الأخير فقطْ إنْ كان في آخرها، فإنْ كان في أوَّلها؛ شارَك في الكُلِّ، وإنْ كان فيما عدا الأوَّل؛ شارَك في ضَمان ما باشَرَ سَوقَه دُونَ ما قَبْلَه، وشارَك فيما بعده (٣)، وإن انفَرَد راكِبٌ بالقِطَار وكان على أوَّله؛ ضَمِنَ جِنايَةَ الجميع، قاله الحارِثِيُّ.

(وَيَضْمَنُ مَا أَفْسَدَتْ مِنَ الزَّرْعِ وَالشَّجَرِ لَيْلاً، وَلَا يَضْمَنُ مَا أَفْسَدَتْ مِنْ ذَلِكَ نَهَارًا)، في قَولِ أكْثَرِهم؛ لِمَا رَوَى (٤) مالِكٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن


(١) في (ق): من.
(٢) في (ح): متعرفًا.
(٣) في (ح) و (ق): بعد.
(٤) قوله: (روى) سقط من (ق).