للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيَكثُرُ فيه الخصْبُ، وروى أبو عُبَيدٍ: أنَّ أعْرابِيًّا أتى عُمَرَ فقال: يا أمِيرَ المؤمنين بلادُنا قاتَلْنا عَلَيها في الجاهلية (١)، وأسْلَمْنا عليها في الإسلام؛ عَلامَ تَحْمِيها (٢)؟ قال: فأطْرَقَ عُمَرُ، وجَعَلَ يَنفُخُ ويَفتِلُ شارِبَه، فلما رَأَى الأعرابيُّ ما به جَعَلَ يُردِّدُ ذلك، فقال عمرُ: «المالُ مالُ الله، والعبادُ عبادُ الله، والله لَوْلَا ما أحْمِلُ عَلَيهِ في سبيل الله؛ ما حَمَيتُ من الأرض شِبرًا في شِبْرٍ» (٣)، قال مالِكٌ: «بَلَغَنِي (٤) أنَّه كان يَحمِلُ كلَّ عامٍ على أرْبَعينَ ألْفًا من الظَّهر» (٥)، ولأِنَّ في ذلك مصلحةً، فجاز للإمامِ فِعْلهُا؛ كسائر المصالِحِ.


(١) قوله: (عليها في الجاهلية) في (ح): الجاهلية عليها.
(٢) في (ق): نحييها.
(٣) أخرجه أبو عبيد في الأموال (٧٤٢)، ومن طريقه ابن زنجويه (١١١٠)، عن زيد بن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير - قال أبو عبيد: أحسبه عن أبيه -، وذكره.
وأخرج البخاري (٣٠٥٩)، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب : استعمل مولًى له يدعى هُنَيًّا على الحمى، وفيه قول عمر : «وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله، ما حميت عليهم من بلادهم شبرًا».
(٤) في (ظ): ما بلغني.
(٥) أخرجه مالك (٢/ ٤٦٤)، عن يحيى بن سعيد عن عمر . وهذا مرسل.