للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تنبيه: إذا عجَز المريض عن الحركة أو عمَّن يُوضئه؛ فكالعادِم، وإن خاف فوت الوقت إن انتظر من يوضئه؛ فالأصحُّ: يتيمَّم ويصلِّي، ولا إعادة.

(أَوْ لِضَرَرٍ فِي اسْتِعْمَالِهِ مِنْ جُرْحٍ)؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النِّسَاء: ٢٩]، ولحديث جابر في قصَّة صاحب الشَّجَّة، رواه أبو داود والدَّارقطني (١)، وكما (٢) لو خاف من عطَش أو سَبُع.

وهذا مع الخوف في استعماله، فإن (٣) لم يخف؛ لزمه استعمال الماء كالصَّحيح.

والخوف المبيح: هو زيادة المرض أو بطؤه، لا خوف التلف.

(أَوْ بَرْدٍ شَدِيدٍ)؛ للنَّصِّ، ولحديث عمرو بن العاص قال: احتلمْتُ في ليلةٍ بارِدةٍ في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيمَّمت، ثمَّ صلَّيت بأصحابي صلاة الصُّبح، فذُكر ذلك للنَّبيِّ فقال: «يا عمرو! صلَّيت بأصحابك وأنت جنب؟!» قلت: ذكرتُ قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النِّسَاء: ٢٩]، فضحك النبي ، ولم يقل شيئًا. رواه أحمد وأبو داود (٤)، ولأنَّه خائِف على نفسه أشبه المريض.


(١) أخرجه أبو داود (٣٣٦)، والدارقطني (٧٢٩)، من طريق الزبير بن خُريق، عن عطاء، عن جابر ، ولفظه: «إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده»، وفي سنده الزبير بن خُريق، وهو لين الحديث، وخالفه الأوزاعي فرواه عن عطاء عن ابن عباس ، ولكن اختلف فيه على الأوزاعي على أوجهٍ، والصواب: أن الأوزاعي لم يسمعه من عطاء، إنما سمعه من إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف الحديث؛ قاله أبو زرعة وأبو حاتم. ينظر: علل ابن أبي حاتم (٤٤)، التلخيص الحبير ١/ ٣٩٤.
(٢) في (و): كما.
(٣) في (أ): وإن.
(٤) علقه البخاري بصيغة التمريض في كتاب التيمم، باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت، أو خاف العطش تيمم (١/ ٧٧)، وأخرجه أحمد (١٧٨١٢)، وأبو داود (٣٣٤)، وابن حبان (١٣١٥)، من طريق عبد الرحمن بن جبير المصري، عن عبد الله بن عمرو ، ونقل ابن رجب عن أحمد أنه قال: (إسناده ليس بمتصل)، وذكر البيهقي أن ابن جبير لم يسمع من عبد الله، وجاء من طريق أخرى عند أبي داود (٣٣٥)، وابن حبان (١٣١٥)، والحاكم (٦٢٨)، والبيهقي في الكبرى (١٠٧١)، بينهما أبو قيس مولى عبدالله بن عمرو، وأبو قيس ثقة من كبار التابعين، لكن رواية أبي قيس ليس فيها ذكر التيمم، وإنما فيها: (فغسل مغابنه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم)، وقوَّى ابن حجر وغيره إسناد الحديث. ينظر: فتح الباري لابن رجب ٢/ ٢٧٩، فتح الباري لابن حجر ١/ ٤٥٤، التلخيص الحبير ١/ ٤٠١، الإرواء ١/ ١٨١.