للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَنقُصون الأُمَّ من السُّدس، فَوَجَبَ أنْ لا يَنقُصُوا الجَدَّ من ضِعْف السُّدس.

وعَنْهُ: أنَّ الجَدَّ يُسقِطُ الإخْوةَ، كما يُسقِطُهم الأبُ، اخْتارَها أبو حَفْصٍ العُكْبَرِيُّ والآجُرِّيُّ، وهو مَذْهَبُ الصِّدِّيقِ (١)، وعُثْمانَ (٢)، وعائشةَ (٣)، وابنِ عبَّاسٍ (٤)، وابنِ الزُّبَير (٥)، وقالَهُ المزَنِيُّ، وابنُ سُرَيجٍ، وابنُ اللَّبَّان؛ لأِنَّه أبٌ بالنُّصوص السَّابِقةِ، قال ابْنُ عبَّاسٍ: «ألَا يَتَّقِي اللهَ زَيدٌ، يَجعَلُ ابنَ الاِبنِ ابْنًا، ولا يَجعَلُ أبَا الأَبِ أَبًا» (٦)، ولأِنَّه أَوْلَى من الأخ؛ لأِنَّ له إيلادًا، ولو


(١) أخرجه البخاري (٣٦٥٨)، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير في الجد، فقال: أما الذي قال رسول الله : «لو كنت متخذًا من هذه الأمة خليلاً لاتخذته» أنزله أبًا. يعني أبا بكر.
(٢) أخرجه عبد الرزاق (١٩٠٥١)، والدارمي (٢٩٥٩)، عن هشام بن عروة، أن عروة حدثه، عن مروان: أن عمر حين طعن استشارهم في الجد، فقال له عثمان: «إن نتبع رأيك، فإن رأيك رشد، وإن نتبع رأي الشيخ قبلك، فنعم ذو الرأي كان»، وإسناده صحيح. وروي عنه من وجوه أخرى.
(٣) علقه البيهقي في المعرفة (١٢٦١٢)، وابن حزم في المحلى (٨/ ٣١٤) بصيغة التمريض، وذكره عن عائشة : محمد بن الحسن في الأصل للشيباني (٦/ ٥٨)، والشافعي في الملحق بالأم (٧/ ١٣٧)، وابن حجر في الفتح (١٢/ ٢٠)، ولم نقف عليه مسندًا.
(٤) أخرجه عبد الرزاق (١٩٠٥٦)، والدارمي (٢٩٦٨)، عن طاوس، عن ابن عباس: «أنه كان يجعل الجد أبًا»، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في الفتح ١٢/ ٢٠، وروي عنه من وجوه متعددة صحاح.
(٥) تقدم قول ابن الزبير مع قول أبي بكر في الحاشية (١). قال الحافظ في الفتح ١٢/ ١٩: (وفيه دلالة على أنه أفتاهم بمثل قول أبي بكر)، وجاء ذلك مصرحًا من طريق أخرى: أخرجه أحمد (١٦١٠٧)، وأبو يعلى (٦٨٠٥)، عن سعيد بن جبير، وفيه قول ابن الزبير: «وأحق ما أخذناه قول أبي بكر الصديق »، فيه حجاج بن أرطاة وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٩١)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٠٧)، من طريق أخرى عن سعيد، ولا بأس رجاله.
(٦) ذكره في المغني ٦/ ٣٠٨، ولم نقف عليه، وذكر الحافظ معناه في التلخيص ٣/ ١٩٥ ثم قال: (لم أره كذلك).
وأخرج ابن أبي شيبة (٣١٢٠٧)، والدارمي (٢٩٦٦)، والبيهقي في الكبرى (١٢٤٢٤)، عن عبد الرحمن بن معقل، قال: كنت عند ابن عباس فسأله رجل عن الجد، فقال له ابن عباس: «أي أب لك أكبر؟»، فلم يدر الرجل ما يقول. فقلت أنا: آدم، فقال ابن عباس: «إن الله يقول: ﴿يَابَنِي آدَمَ﴾، ورجاله ثقات.