للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضَرْبَتَانِ، يَمْسَحُ (١) بِإِحْدَاهُمَا وَجْهَهُ، وَبِالْأُخْرَى يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ)؛ لما روى جابر: أنَّ النَّبيَّ قال في التَّيمُّم: «ضربة للوجه، وضربة للذِّراعين إلى المَرفِقَين» رواه الدَّارقطني، وإسنادُه ثقاتٌ، ورُوي أيضًا من حديث ابن عمر (٢)، قال الشَّافعي في روايةِ الزَّعفراني (٣): (ابن عمر تيمَّم ضربة للوجه، وضربة إلى المرفقين (٤)، وبهذا رأيت أصحابي يأخذون) (٥).

والأوَّل أولى، قال الإمام أحمد: (من قال ضربتين إنَّما هو شيءٌ زاده) (٦)؛ يعني: لا يصحُّ، وقال الخلَّال: (الأحاديث في ذلك ضِعافٌ جِدًّا، ولم يَرْوِ منها أصحاب السُّنن إلَّا حديث ابن عمر، وقال أحمد: ليس بصحيحٍ، وهو عندهم حديثٌ منكَرٌ) (٧)، قال الخَطَّابي: (يرويه محمَّد بن


(١) في (أ): فيمسح.
(٢) أخرجه الدارقطني (٦٩١)، وأخرجه من حديث ابن عمر (٦٨٥)، ورجح جماعة من الأئمة وقفه على جابر وابن عمر ، منهم: أبو زرعة، وأحمد، والعقيلي، والدارقطني، وروي من أوجه أخر مرفوعًا إلا أن أسانيدها شديدة الضعف. ينظر: علل ابن أبي حاتم (١٣٦)، مسائل ابن هانئ (١/ ٢٢)، الضعفاء للعقيلي ٤/ ٣٨، التلخيص الحبير ١/ ٤٠٢ - ٤٠٦.
(٣) في (ب) و (و): الزاغوني.
والزعفراني: هو الحسن بن محمد بن الصباح البزار الزعفرانيّ البغدادي، كان ممن روى عن الشافعي في القديم، يقال: لم يكن في وقته أفصح منه ولا أبصر باللغة، نسبته الى الزعفرانية قرية قرب بغداد، توفي سنة ٢٥٩ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٢/ ٢٦٢، طبقات الشافعية ٢/ ١١٤.
(٤) أخرجه عبد الرزاق (٨١٨)، وابن أبي شيبة (١٦٧٣)، عن نافع: أن ابن عمر تيمم في مربد النعم، فقال بيديه على الأرض، فمسح بهما وجهه، ثم ضرب بهما على الأرض ضربة أخرى، ثم مسح بهما يديه إلى المرفقين. وإسناده صحيح.
وأخرج ابن المنذر في الأوسط (٥٣٨)، والدارقطني (٦٨٦)، والبيهقي في الكبرى (٩٩٧)، عن ابن عمر أنه كان يقول: «التيمم ضربتان، ضربة للوجه، وضربة للكفين إلى المرفقين»، وإسناده صحيح.
(٥) ينظر: السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٣٢٤.
(٦) ينظر: المغني ١/ ١٧٩.
(٧) ينظر: المغني ١/ ١٨٠، وسنن أبي داود (٣٣٠).