للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزُّهْرِيُّ، وفي «ابن المنجَّى»: عن أنسٍ: أنَّ رسولَ الله قال: «العَمَّةُ بمَنزِلةِ الأبِ إذا لم يَكُنْ بَينَهما أبٌ، والخالةُ بمَنزِلةِ الأمِّ إذا لم يَكُنْ بَينَهما أُمٌّ» رواه أحمدُ (١)، ولأِنَّ الأبَ أقْوَى جِهاتِ العَمَّة، والأمَّ أقْوَى جِهاتِ الخالة، فتعيَّنَ تَنزِيلُهما بهما دُونَ غَيرِهما؛ كبِنْت الأخ وبنتِ العَمِّ، فإنَّهما يُنزَّلانِ مَنزِلةَ أَبَوَيهِما دُونَ أخَوَيْهما، ولأِنَّه إذا اجْتَمعَ لهما قَراباتٌ، ولم يُمكِنْ تَورِيثُهما بجميعها ورَّثْناها بالأقْوَى؛ كالمجوس عِنْدَ مَنْ لا يُوَرِّثُهم بجميع قراباتهم، وكالأخ من الأبَوَينِ، فإنَّا نُوَرِّثُه بالتَّعصيب، وهي جِهةُ أبِيهِ دُونَ قَرابةِ أُمِّه.

(وَعَنْهُ): أنَّ العَمَّةَ والعَمَّ من الأمِّ (كَالْعَمِّ)، رُوِيَ عن عليٍّ (٢)، وقالَهُ عَلْقَمةُ ومَسروقٌ، فَعَلَى هذه: تجعلُهنَّ (٣) كلَّهنَّ بمنزلة العمِّ من الأَبَوينِ؛ لأِنَّه أقْواهمْ.

وعنه: العَمَّة لأِبَوَينِ أوْ لأِبٍ كجَدٍّ، فَعَلَى هذه: العمَّةُ لِأُمٍّ والعمُّ لِأُمٍّ؛ كالجَدَّة أمِّهما.

وهل (٤) عمَّة الأب لأِبَوَينِ أوْ لأِبٍ كالجَدِّ، أو كعمِّ الأب من الأبَوَينِ، أوْ كأبي الجَدِّ؟ مَبنِيٌّ على الرِّوايات؛ لأِنَّها تُدْلِي بالجَدِّ، أوْ بأخِيهِ، أوْ بأُمِّه.

وهل عمُّ الأب من الأمِّ، وعمَّة الأب لأِمٍّ كالجَدِّ، أوْ كعمِّ الأب من


(١) لم نقف عليه في كتب أحمد المطبوعة، وذكره أبو يعلى في الروايتين (٢/ ٥٢)، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن الزهري مرسلاً. وذكره ابن عبد البر فقال: (ورووا فيه حديثًا عن النبي مرسلاً ليس بقوي) فذكره، وقال البيهقي: (مرسل ضعيف). ينظر: الاستذكار ٥/ ٣٦٠، مختصر الخلافيات لَلَّخْمي ٤/ ١٢، الإرواء ٦/ ١٤٢.
تنبيه: الرواية عن الزهري، وليست عن أنس، كذا في المغني (٦/ ٣٢٠)، وشرح الزركشي (٤/ ٤٩٥).
(٢) لم نقف عليه، وأورده في المغني ٦/ ٣١٩، والزركشي في شرحه ٤/ ٤٩٥.
(٣) في (ظ): يجعلهن.
(٤) في (ق): وعلى.