للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشَّهوة: أنْ يتلذَّذَ بالنَّظر إليه، ومَن استحلَّه كَفَرَ إجْماعًا، ونصُّه: وخَوفها، اختاره الشَّيخُ تقيُّ الدِّين (١).

وحرَّم ابنُ عَقِيلٍ - وهو ظاهر كلام غيره - النَّظَرَ مع شهوةِ تخنيثٍ وسِحاقٍ ودابَّةٍ يشتهيها (٢) ولا يَعِفُّ عنها.

مسائل:

صَوتُ الأجنبيَّة لَيسَ عورةً على الأصحِّ، ويَحرُم التَّلذُّذُ بسماعه، ولو بقراءةٍ.

واللَّمْسُ؛ قِيلَ: كالنَّظر، وقِيلَ: أَوْلَى.

وإذا شُبِّهَ خُنْثَى بذَكَرٍ أو أنثى؛ فله حكمُه، وإلاَّ فهو مع رجلٍ كامرأةٍ، ومع امرأةٍ كرجلٍ.

وتَحرُمُ الخلوةُ لغَير مَحرَمٍ في الكلِّ مطلَقًا، ولو بحَيوانٍ يَشتَهِي المرأةَ، أو تَشتَهِيهِ كالقِرْد، ذَكَرَه ابنُ عَقِيلٍ وغيره.

قال الشَّيخُ تقيُّ الدِّين: الخَلوةُ بأمْردَ حَسَنٍ ومُضاجَعتُه؛ كامرأةٍ، ولو لمصلحةِ تأديبٍ (٣) وتعليمٍ (٤).

(وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الزَّوْجَيْنِ النَّظَرُ إِلَى جَمِيعِ بَدَنِ الآخَرِ، وَلَمْسُهُ)، بلا كراهةٍ، حتَّى فَرجها؛ لحديثِ بَهْزِ بنِ حَكِيمٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، عَوراتُنا ما نَأتِي منها وما نَذَرُ؟ قال: «احْفَظْ عَورتَك إلاَّ من زَوجتك أوْ ما ملكتْ يمينُك» (٥).


(١) ينظر: الفروع ٨/ ١٨٦.
(٢) في (ق): يشتهي بها.
(٣) في (ق): تأدب.
(٤) ينظر: الفروع ٨/ ١٩٠، الاختيارات ص ٢٩١.
(٥) أخرجه أحمد (٢٠٠٣٤)، وأبو داود (٤٠١٧)، والترمذي (٢٧٦٩)، والنسائي في الكبرى (٨٩٢٣)، وابن ماجه (١٩٢٠)، والحاكم (٧٣٥٨). وعلقه البخاري قبل رقم (٢٧٨) مجزومًا به، وهو حديث حسن؛ فإن بَهز بن حكيم، وأبوه - ابن معاوية بن حَيدة القُشَيرِي - صدوقان. وقد صححه الحاكم والذهبي، وحسّنه الترمذي والألباني. ينظر: الفتح ١/ ٣٨٥، آداب الزفاف (ص ١١١)، الإرواء ٦/ ٢١٢.