للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه أبو بكرٍ (١)، ولأِنَّ العربَ يَعُدُّونَ الكفاءةَ في النَّسب، ويَأنَفونُ من نكاح الموالي، ويَرَونَ أنَّ ذلك نَقْصٌ وعارٌ.

(فَلَا تُزَوَّجُ عَفِيفَةٌ بِفَاجِرٍ، وَلَا عَرَبِيَّةٌ بِعَجَمِيٍّ)؛ لِفَقْدِ العِفَّة والمنصِب.

(وَالْعَرَبُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ) على المذهب؛ لأِنَّه زوَّج ابنتَيهِ عُثمانَ وأبا العاص (٢)، وزوَّج عليٌّ عمرَ ابنَتَه أمَّ كُلْثومٍ (٣)، وتَزوَّج عبدُ الله بن عمرَ فاطمَةَ بنتَ الحُسَينِ بنِ عليٍّ (٤)، وتزوَّج مُصعَبُ بنُ الزُّبَير أختْها سُكَينةَ (٥)، وتزوَّج المقدادُ بن الأسود ضُباعةَ بنتَ الزُّبَير بنِ عبدِ المطَّلِب (٦)، وهذا يَدُلُّ على أنَّ العربَ كلَّهم في مرتبةٍ واحدةٍ، وفي «مُسنَدِ البزَّار» عن خالد بن مَعْدانَ، عن معاذِ بن جَبَلٍ مرفوعًا، قال: «العَرَبُ بعضُهم لبعضٍ أكْفاءٌ، والموالي بعضُهم لبعْضٍ أكْفاءٌ»، إلاَّ أنَّ خالدًا لم يَسمَعْ مِنْ مُعاذٍ (٧).


(١) تقدم تخريج أثر عمر ٧/ ٤٧٣ حاشية (٤)، وهذه الزيادة التي رواها أبو بكر عبد العزيز لم نقف عليها مسندة عند غيره.
(٢) تقدّم تخريجهما ٧/ ٤٧٥ حاشية (٣).
(٣) أخرجه البخاري (٢٨٨١).
(٤) كذا في النسخ الخطية، والذي في المغني ٧/ ٣٦: (وتزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان فاطمة بنت الحسين بن علي).
أخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه (٢/ ٩١٥)، عن مصعب بن عبد الله قال: كانت فاطمة بنت الحسين عند الحسن بن الحسن فولدت له، ثم خلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان فولدت له. وينظر: الطبقات الكبرى - متمم التابعين ص ٢٦٠، تاريخ ابن عساكر ٧٠/ ١٥، تاريخ الإسلام ٣/ ٢٩٥.
(٥) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١٦٠)، واللالكائي في كرامات الأولياء (٩٣)، وذكره الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات ص ٢٥١، وابن عساكر في تاريخه ٦٩/ ٢٠٥.
(٦) أخرجه البخاري (٥٠٨٩)، ومسلم (١٢٠٧)، من حديث عائشة .
(٧) أخرجه البزار (٢٦٧٧)، وسنده منقطع؛ فإن خالد بن معدان الكلاعي لم يدرك معاذ بن جبل كما قاله الترمذي والبزار وغيرهما. وفي الباب أحاديث أخرى واهية. وقد ضعفه الإشبيلي وابن القطان وابن الملقن وابن حجر، وحكم عليه الألباني بالوضع. ينظر: سنن الترمذي ٤/ ٢٤٢، الأحكام الوسطى ٣/ ١٢٦، بيان الوهم ٣/ ٦٢، جامع التحصيل ص ١٧١، البدر المنير ٧/ ٥٨٦، فتح الباري ٩/ ١٣٣، الإرواء ٦/ ٢٦٨.