للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا (١) جارٍ مجرى النِّثار، وقد رُوِيَ: أنَّ النَّبيَّ دُعِيَ إلى وليمةِ رجلٍ من الأنصار، وجَعَلَ يُزاحِمُ النَّاس على النُّهْبة، قالوا: يا رسول الله! أَوَمَا نَهَيْتَنا عن النُّهبة؟! قال: «إنَّما نَهَيتُكُم عن نُهْبة العساكِر، ولم أنْهَكُم عن نُهْبة الولائم» رواه العُقَيليُّ (٢)، ولأِنَّه نَوعُ إباحةٍ، أشْبَهَ إباحةَ الطَّعام للضِّيفان (٣).

وعنه: لا يُعجِبُنِي، هذه نُهْبةٌ لا تُؤكَلُ، وفرَّقَ ابنُ شِهابٍ وغَيرُه: بأنَّه بذَبْحه زال ملْكُه، والمساكينُ عندَه سَواءٌ، والنَّثْر (٤) لا يُزيلُ الملْكَ.

(وَمَنْ حَصَلَ فِي حِجْرِهِ شَيْءٌ؛ فَهُوَ لَهُ)؛ لأِنَّه مُباحٌ حَصَلَ في حِجْره فَمَلَكَه؛ كما لو وَثَبَتْ إليه سمكةٌ، ولَيسَ لأِحَدٍ أخْذُه.

وفي «المحرَّر»: يَملِكُه مع القَصْد، وبِدُونِ القَصْدِ وَجْهانِ.

فرعٌ: إذا قَسَّم على الحاضرين؛ فلا بأْسَ؛ لقَولِ أبي هُرَيرةَ: «قسَّمَ النَّبيُّ بَينَ أصحابه تَمْرًا» (٥)،


(١) قوله: (وهذا) في (ظ): وقال هذا.
(٢) أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ١٤٢)، والطبراني في الأوسط (١١٨)، وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٦٥)، من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن عروة، عن عائشة، قالت: حدّثني معاذ بن جبل ، فذكر نحوه. وبشر بن إبراهيم: منكر الحديث عن الثقات والأئمة، ممن يضع الحديث على الأوزاعي وغيره. وأخرجه الطبراني في الكبير (١٩١)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢١٥)، والبيهقي في الكبرى (١٤٦٨٤)، من طريق أخرى عن معاذ ، وفي إسناده مجاهيل وانقطاع، ولا يثبت في هذا الباب شيء كما قاله البيهقي وغيره. والحديث ضعفه جدًّا العقيلي وابن عدي وابن الجوزي وغيرهم. ينظر: الكامل ٢/ ١٦٧، لسان الميزان ٥/ ٤٣٧، اللآلئ المصنوعة ٢/ ١٤٠، تنزيه الشريعة ٢/ ٢٠٨.
(٣) في (ق): للصبيان.
(٤) في (ق): والشيء.
(٥) أخرجه البخاري (٥٤١١)، من حديث أبي هريرة .