للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الغد، وإنْ قال: شهرًا؛ فمِنْ ساعة نَطَقَ إلى (١) اسْتِكْمالِ ثلاثِينَ يومًا إلى مثل تلك السَّاعة.

(وَلَفْظَةُ الْأَمْرِ وَالْخِيَارِ؛ كِنَايَةٌ) ظاهرةٌ وخفيَّةٌ (فِي حَقِّ الزَّوْجِ، يَفْتَقِرُ) وقوع الطَّلاق (إِلَى نِيَّتِهِ (٢)؛ لأِنَّ كلاهما (٣) يَفتَقِرُ إلى النِّيَّة على ما مضى، وكذا (٤) كَذِبُه بعدَ سؤالها الطَّلاقَ.

(فَإِنْ قَبِلَتْهُ بِلَفْظِ الْكِنَايَةِ؛ نَحْوُ: اخْتَرْتُ نَفْسِي؛ افْتَقَرَ إِلَى نِيَّتِهَا أَيْضًا)؛ لأِنَّها مُوقِعةٌ للطلاق (٥) بلفظ الكناية، فافْتَقَرَ إلى نيَّتها؛ كالزَّوج.

فلو قالت: اخْتَرْتُ نفسي، وأنكر وجودَه؛ قُبِل (٦) قَولُه؛ لأِنَّه مُنكِرٌ، أشْبَهَ ما لو علَّق طلاقَها على دخول (٧) الدَّار، فادَّعَتْه وأنْكَرَ.

(وَإِنْ قَالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي؛ وَقَعَ مِنْ غَيْرِ نِيَّةٍ (٨)؛ لأِنَّه صريحٌ؛ كأنتِ طالِقٌ، ويَقَعُ من العدد ما نَوَياهُ، دُونَ ما نَواهُ أحدهما (٩)، وإنْ نَوَى أحدُهما دُونَ الآخَرِ؛ لم يَقَعْ؛ لِفَقْدِ النِّيَّة.

(وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي نِيَّتِهَا؛ فَالْقَوْلُ قَوْلُهَا)؛ لأِنَّها أعلمُ بنِيَّتها، ولا يُعلَمُ ذلك إلاَّ من جِهَتِها.

(وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي رُجُوعِهِ؛ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ)؛ لأِنَّهما اخْتَلَفَا فِيما يَختَصُّ به،


(١) في (م): أي.
(٢) في (م): نية.
(٣) في (م): كلامها.
(٤) في (م): على ما رضي وإن.
(٥) في (م): الطلاق.
(٦) في (م): قيل.
(٧) في (م): دخوله.
(٨) في (م): نيته.
(٩) قوله: (وإن قالت: طلقت نفسي وقع … ) إلى هنا ذكر في (م) بعد قوله: (لم يقع لفقد النية).