للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَإِنْ قَالَ: طَلِّقِي نَفْسَكِ)؛ فهل يَختَصُّ بالمجلس؟ فيه وجْهانِ، أصْلُهما: هل تلحق (١) بالأُولى أو الثَّانية؛ وذلك تَوكيلٌ يبطل (٢) برجوعه.

وكذا لو (٣) وكَّلها بعِوَضٍ (٤)، نَصَّ عليه (٥)، ويردُّ الوكيلُ.

(فَقَالَتِ: اخْتَرْتُ نَفْسِي، وَنَوَتِ الطَّلَاقَ؛ وَقَعَ)، نصره (٦) في «الشَّرح» وغَيره؛ لأِنَّه فَوَّض إليها الطَّلاقَ، وقد أوْقَعَتْهُ، أشْبَهَ ما لو أوْقَعَتْهُ بلفظه (٧) الصَّريح.

(وَيَحْتَمِلُ: أَنْ لَا يَقَعَ)؛ لأِنَّه فوَّضَه إليها بلفظه (٨) الصَّريح، فلا يَصِحُّ أنْ يُوقَعَ غيرُ ما فوَّضه إليها.

والأوَّلُ أصحُّ؛ لأِنَّ التَّوكيلَ في شَيءٍ لا يَقتَضِي إيقاعَه بلفظه، كما لو وكَّله في البَيع، فباعه بلفظِ التَّمليك، وكما لو قال: اخْتارِي نفسَكِ، فقالت: طلَّقْتُ نَفْسِي، فإنَّه يَقَعُ مع اخْتِلاف اللَّفْظِ.

(وَلَيْسَ لَهَا أَنْ تُطَلِّقَ أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدَةٍ)؛ لأِنَّه أقلُّ ما يَقَعُ عليه الاسم، (إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَ إِلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْهَا)؛ لأِنَّ الطَّلاقَ يكونُ واحدةً وثلاثًا، فأيَّهما نواه؛ فقد نَوَى بلفظه ما احْتَمَله.

ومميِّزٌ ومميِّزةٌ في ذلك كلِّه كبالغين (٩)، نَصَّ عليه.


(١) في (م): يلحق.
(٢) قوله: (يبطل) سقط من (م).
(٣) قوله: (وكذا لو) في (م): ولو.
(٤) في (ظ): بعرض. والمثبت موافق للفروع ٩/ ٤٩.
(٥) ينظر: الفروع ٩/ ٤٩.
(٦) زيد في (م): الشيخ.
(٧) في (م): بلفظ.
(٨) في (م): بلفظ.
(٩) في (م): كالبالغين.