للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعلى هذا: في (١) كلِّ منفعةٍ دِيَةٌ. وعَنْهُ: تَجِبُ دِيَةٌ واحِدةٌ.

فرعٌ: إذا قَطَعَ نصفَ لسانِه، فَذَهَبَ كلامُه، ثُمَّ قَطَعَ آخَرُ بَقيَّتَه، فعاد كلامُه؛ لم يَجِبْ ردُّ الدِّيَة؛ لأِنَّ الكلامَ الذي كان باللِّسان قد ذهب (٢)، ولم يَعُدْ إلى اللِّسان، وإنَّما عاد إلى مَحَلٍّ آخَرَ.

(وَإِنْ كَسَرَ صُلْبَهُ، فَذَهَبَ مَشْيُهُ وَنِكَاحُهُ؛ فَفِيهِ دِيَتَانِ) على المذْهَبِ؛ لأِنَّ في كلِّ منهما دِيَةً مُنفَرِدًا، فكذا إذا اجْتَمَعا، وكذَهابِ شَمٍّ أوْ سمعٍ (٣) بقطعِ (٤) أَنْفِه أوْ أُذُنِه.

(وَيَحْتَمِلُ: أَنْ تَجِبَ (٥) دِيَةٌ وَاحِدَةٌ)، هذا روايةٌ؛ لأنَّهما (٦) مَنفَعةُ عُضْوٍ؛ كبقيَّةِ الأعْضاءِ الذَّاهِبةِ بِنَفْعِها.

فلو ضَعُفَ المشْيُ والجِماعُ، أوْ نَقَصَ؛ فحُكومةٌ.

فرعٌ: إذا كَسَرَ صُلْبه، فجُبِرَ (٧) وعاد إلى حاله؛ فحكومةٌ للكَسْر، وإنِ احْدَوْدَبَ؛ فحُكومةٌ لهما، وإنْ ذَهَبَ ماؤه، أوْ إحْبالُه؛ فالدِّيَةُ، ذَكَرَه في «الرِّعاية»، وكذا في «الرَّوضة»: إن (٨) ذَهَبَ نَسْلُه فالدِّيَةُ، وفي «المغني»: في ذَهابِ مائه احْتِمالانِ.

(وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي نَقْصِ بَصَرِهِ أَوْ سَمْعِهِ؛ فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ) مَعَ يَمينه؛ لأِنَّه لا يُعرَفُ إلاَّ مِنْ جِهَتِهِ، ولا سَبِيلَ إلى إقامةِ البيِّنة عليه؛ كقَبولِ


(١) في (م): عن.
(٢) قوله: (ثم قطع آخر بقيته … ) إلى هنا سقط من (م).
(٣) في (م): وسمع.
(٤) في (ن): فقطع.
(٥) في (ظ): يجب.
(٦) في (م): لأنها.
(٧) في (م): فجبره.
(٨) في (م): إذا.