للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

به وَجْهُ اللهِ» (١)، ولمَا رَوَى ابنُ عبَّاسٍ، قال: بَيْنَا النَّبيُّ يَخطُبُ، إذا (٢) هو بِرَجُلٍ قائمٍ، فَسَأَلَ عنه، فقالوا: أبو إسْرائِيلَ، نَذَرَ أنْ يَقُومَ في الشَّمسِ، ولا يَسْتَظِلَّ، ولا يَتكَلَّمَ، وأنْ يَصُومَ، فقال النَّبيُّ : «مُرُوهُ فلْيَتَكَلَّمْ، وليَسْتَظِل (٣)، وليَقْعُدْ، ولْيُتِمَّ صَومَه» رواه البخاريُّ (٤)، فلم يَأمُرْهُ بكَفَّارةٍ.

فإنْ وَفَى به أجزأه (٥)؛ لِأنَّ امْرأةً أتَت النَّبيَّ ، فقالَتْ: إنِّي نَذَرْتُ أنْ أضْرِبَ على رَأْسِكَ بالدُّفِّ، فقال: «أوْفِي (٦) بِنَذْرِكِ» رواهُ أبو داودَ (٧)، ورَواهُ بمعناه (٨) أحمدُ والتِّرمذِيُّ، وصحَّحه مِنْ حديثِ بُرَيدةَ (٩)، ولِأنَّه لو حَلَفَ على فِعْلٍ مُباحٍ؛ بَرَّ بِفِعْلِه، فكذا إذا نَذَرَه؛ لِأنَّ النَّذْرَ كاليمين.


(١) أخرجه أحمد (٦٧٣٢)، وأبو داود (٢١٩٢)، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جدِّه مرفوعًا. وسنده حسن، عبد الرحمن بن الحارث المخزومي صدوق له أوهام، والحديث صححه ابن الملقن، وحسنه الألباني. ينظر: البدر المنير ٩/ ٤٩٤، صحيح سنن أبي داود ٦/ ٣٩٥.
(٢) في (م): إذ.
(٣) في (م): ويستظل.
(٤) أخرجه البخاري (٦٧٠٤) بنحوه.
(٥) في (م): جزاه.
(٦) في (ظ): فأوفي.
(٧) أخرجه أبو داود (٣٣١٢)، والبيهقي في الكبرى (٢٠١٠٢)، من طريق الحارث بن عبيد أبي قدامة، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وأبو قدامة وشيخه ابن الأخنس صدوقان يخطئان. قال الألباني: (إسناد حسن على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده). ينظر: الإرواء ٨/ ٢١٣.
(٨) قوله: (بمعناه) سقط من (م).
(٩) أخرجه أحمد (٢٢٩٨٩، ٢٣٠١١)، والترمذي (٣٦٩٠)، وابن حبان (٤٣٨٦)، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعًا. وسنده صحيح، وقد صححه ابن حبان وابن الملقن والألباني والترمذي، فقال: (حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة). ينظر: البدر المنير ٩/ ٦٤٥، الإرواء ٨/ ٢١٤.