كتاب المبدع شرح المقنع - ط ركائز

باب شروط من تقبل شهادته - فصل - ج: 10 - ص: 574

حُفَرٌ تجعل (١) في الأرض، والكِعاب (٢)؛ حكمُ النَّرد، وعن (٣) أبي موسى مرفوعًا: «مَنْ لَعِبَ بالكِعاب؛ فقد عصى اللهَ ورسولَه» رواه أحمدُ (٤)، ولِأنَّه من المَيْسِرِ.

(وَالْحَمَامِ)؛ أي: اللاَّعِبِ بها، فإنْ قَصَدَ المُراهَنةَ وأخْذَ حَمامِ غَيرِه؛ حَرُمَ، وإنْ كان عَبَثًا ولَهْوًا؛ فهو دَناءةٌ وسَفَهٌ.

قال أحمدُ: مَنْ لَعِبَ بالحَمَام الطَّيَّارة يراهن (٥) عَلَيها أوْ يُسرِّحُها من المواضِعِ لَعِبًا؛ لم يكُنْ عَدْلاً (٦)؛ لِأنَّ النَّبيَّ ﷺ رأى رجلاً سرَّحَ حمامًا، ثمَّ أتْبَعَه بَصَرَه، فقال: «شَيطانٌ يَتبَعُ شَيطانًا» (٧).

فأمَّا إنْ قَصَدَ بتعليمها (٨) حَمْلَ الكُتُب بما تَدْعُو الحاجةُ إلَيهِ، أو

---

(١) في (م): جمع يجعل.
(٢) الكعاب: فصوص النرد. ينظر: شرح أبي داود لابن رسلان ١٦/ ٦٠١.
(٣) في (م): عن.
(٤) أخرجه أحمد (١٩٥٠١)، وفي سنده انقطاع، وراوٍ لم يسمّ، وهو جزء من الحديث السابق.
(٥) في (م): ليراهن.
(٦) ينظر: الآداب الشرعية ٣/ ٣٤٤.
(٧) أخرجه أحمد (٨٥٤٣)، وأبو داود (٤٩٤٠)، وابن ماجه (٣٧٦٥)، والبزار (٧٩٩٤)، وابن حبان (٥٨٧٤)، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا. وإسناده حسن؛ فإن محمَّد بن عمرو بن علقمة، صدوق حسن الحديث، والحديث صححه ابن حبان، وأعلّه بالإرسال البزار، فقال: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة إلا حماد بن سلمة ومحمد بن عبد الله، وخالفهما شريك فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن عائشة، وغير من سمّينا يذكره عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلاً)، وشريك القاضي سيئ الحفظ، قال البيهقي: (وحديث حماد أصحّ)، وهو كذلك. ينظر: العلل للدارقطني ١٤/ ٣٠٧، مصباح الزجاجة ٤/ ١٢٤، إتحاف الخيرة المهرة ٦/ ١٥٠.
(٨) في (م): تبليغها.