للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العاطِس (١)، وقوله لإبليس: «ألعنُكَ بلعنةِ الله» (٢)؛ قبل التَّحريم، أو مُؤوَّل.

ولا تَبطُل (٣) بقوله: (لعنه (٤) الله) عند اسمه على الأصحِّ، ولا من عوَّذ نفسه بقرآنٍ لِحُمَّى ونحوها، ولا من لدغته (٥) عقربٌ فقال: باسم الله، ولا بالحَوقلة في أمر الدُّنيا.

(ثُمَّ يُسَلِّمُ) وهو جالِس بلا نزاعٍ، وأنَّه تحليلُها، وهو منها؛ لقوله: «وتحليلُها التَّسليم»، وليس لها تحليلٌ سواه.

(عَنْ يَمِينِهِ)، فيقول مطلقًا؛ لأنَّه أحد طرفيها، فاشترط (٦) له كالأوَّل: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ كَذَلِكَ)، رُوي ذلك عن أبي بكرٍ (٧)، وعمرَ (٨)، وعليٍّ (٩)،


(١) أخرجه مسلم (٥٣٧)، من حديث معاوية بن الحكم لما قال لمن عطس وهو في الصلاة: «يرحمك الله»، فقال له النبي بعد الصلاة: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن».
(٢) أخرجه مسلم (٥٤٢)، من حديث أبي الدرداء .
(٣) في (و): يبطل.
(٤) في (و): لعنة.
(٥) في (ب) و (د) و (و): لدغه.
(٦) في (و): فأشرط.
(٧) أخرجه عبد الرزاق (٣١٢٧)، وابن سعد في الطبقات (٦/ ٧٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١٦١٧)، وابن المنذر في الأوسط (١٥٤٢)، عن مسروق: «أن أبا بكر كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة الله، ثم انفتل ساعتئذ كأنما كان جالسًا على الرضف»، وإسناده حسن، وثبَّت البخاري سماع مسروق من الحسن في التاريخ الأوسط ١/ ١٢٣.
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٤٨)، عن شقيق قال: قد صليت خلف عمر وعبد الله، فكلاهما يقولان: «السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله»، ورجاله ثقات.
(٩) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٥١)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١٦٢١)، وابن المنذر في الأوسط (١٥٤٤)، عن شقيق بن سلمة قال: صليت خلف علي، فسلم عن يمينه وعن شماله، وقال: «السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله»، ولا بأس بأسانيده.