وفى سنة أربع عشرة وثمانمائة درس للمالكية بالمدرسة السلطانية الغياثية البنجالية، التى بالجانب اليمانى من المسجد الحرام عند باب الحزورة.
ودرس قبل ذلك بالمسجد الحرام مدة. وأفتى كثيرا من سنة ثمان وثمانمائة وإلى تاريخه.
واستمر متوليا لتدريس البنجالية ولقضاء المالكية، حتى صرف عن ذلك فى الرابع والعشرين من شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة بقريبه الشريف أبى حامد بن الشريف عبد الرحمن الفاسى.
وفى ابتداء العشر الأول من ذى القعدة منها: عاد إلى ولاية قضاء المالكية بمكة وأتى الخبر بذلك والتوقيع فى ليلة الخامس عشر من ذى الحجة، فباشر الأحكام، وامتنع منها قريبه المذكور.
وكان مدة مباشرة قريبه لذلك نحو اثنى عشر يوما.
واستمر صاحب هذه الترجمة مباشرا إلى سابع عشر المحرم سنة عشرين وثمانمائة لوصول توقيع بوظيفة قضاء المالكية للإمام شهاب الدين أحمد بن القاضى نور الدين على النويرى، مبينا على إنهاء فاسد بسعى بعض أهل الهوى. وتاريخ التوقيع عاشر ذى الحجة سنة تسع عشرة وثمانمائة.
ولم يباشر ذلك شهاب الدين النويرى المذكور لاختفائه خوفا من تعب يناله من وجه آخر.
فلما كان الرابع من جمادى الأولى سنة عشرين وثمانمائة: وصل توقيع شريف يتضمن استقرار صاحب هذه الترجمة، واستمراره فى وظيفته قضاء المالكية بمكة وأعمالها، وما كان معه قبل ذلك، فباشر الأحكام وغيرها إلى تاريخه وهو شهر رجب سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، ولم يخل فى خلال مباشرته من خيّر منصف يحمده ويذكر محاسنه، ولا من بذئ متحامل يغض منه بالهوى. وقد بلى بمثل ذلك الأخيار فى جميع الأعصار.
وشيوخ صاحب هذه الترجمة كثيرون جدا، ولعلهم نحو خمسمائة شيخ بالسماع والإجازة. ومن شيوخه بالإجازة: التاج أحمد بن محمد بن عبد الله بن محبوب، والزين عبد الرحمن بن الأستاذ الحلبى.
وقد سمع المذكور بالحرمين، وديار مصر، والشام، واليمن.
ومن شيوخه باليمن: المقرئ شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عياش