قد قلت إذ رأيته نخبة هذا الزمن، لا تحسبن حسنه قد جاء سوى من حسن.
كتبه أحمد بن عبد الرحيم بن العراقى فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
وكتب عليه الحافظ شهاب الدين ابن حجر ما نصه: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وقفت على هذا التأليف الشريف، وعرفت فضل ما فيه من التنويع والتصريف، فوجدت مجموعا جامعا، وأعجوبة حوت الحسن والحسنى معا، قد حرر مؤلفه وأتقن، وغاص على الدر من مظانه فأمعن، فجزاه الله عن بلده الحرام، ومشاعره العظام: أحسن جزاء، وكفاه جميع ما يتوقاه من الأسواء، آمين آمين.
قاله الفقير المعترف بالتقصير: أحمد بن على القسطلانى، الشهير: بابن حجر.
وكتبه فى الشهر المذكور أعلاه من سنته، حامدا لله تعالى، ومصليا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومسلما.
وكتب الإمام العلامة المفنن أبو الفضل محمد بن إبراهيم التلمسانى الشهير: باب الإمام المالكى، نزيل القاهرة المحروسة فى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالقاهرة على نسخة من هذا، ومن تحفة الكرام الأولى ما نصه:
يا روض آداب ومعدن حكمة ... وصباح إرشاد وبحر علوم
يا شمس ذاك القطر نورك قد جلا ... من أفق ذاك القطر كل بهيم
جمعت فضائلك الفضائل كلها ... من حادث لك فى العلا وقديم
خذها أبا عبد الإله وسيلة ... لنظام حب كان غير زنيم
وعليكم منى السلام مرددا ... عن محض ود فى الفؤاد مقيم
ما عسى أن يطنب فى وصف هذا الموضوع ألسنة الأقلام، أو يعبر عن هذا الكلام فنون الكلام، فهذا هو الفرا الذى فى جوفه كل الصيد، والأمنية التى لا يتعاطاها عمرو ولا زيد، وهذه هى الموهبة التى حسبناها على صنائع الله تميمة لا تقلع بعدها عين، وقلادة على حلل المفاخر لا تحتاج معها زين، رأينا منه إنشاء أخدم اليراع بين يديه وشاء، وسئل عن معاينة الاختراع، فقال: (٥٦: ٣٥ إنا أنشأناهن إنشاء) فأهلا به من عربى عراف يصف السانح والبانه، ويبين فيحسن الإبانة، أدى الأمانة، وحاز بخدمة التعريف شرف السدانة، فلله دره من قلم دبج تلك الحلل، ونقع محاج الدواة من المسترشدين العلل، وجمح بفرط تحصيله وفهامته، وذهب حيث لا حيث لمضاء ذهنه