ولو لحظوا من الأحباب معنى ... لما أبدوا هناك ولا أعادوا
فلا والله لا أسلو ولكن ... أزيد هوى إذا فى العذل زادوا
أأسلو من غرامى فيه دين ... أدين به ولى فى الحشر زاد
سقى صوب الغوادى جمع جمع ... وحيا معهد الوصل العهاد
ربوع لى مع الأحباب فيها ... عهود مالها أبدا نفاد
فكم من ليلة بيضاء فيها ... ظفرت بما به يشفى الفؤاد
وما زالت ليالى الوصل بيضا ... ويوم الهجر يعلوه السواد
ألا يا صاح عيل الصبر منى ... وبان القلب مذ بانت سعاد
وكان يزورنى منه خيال ... يسكن بعض ما بى أو يكاد
فبان لبينها وجفى جفونى ... كراها واستقر بها السهاد
فيا عجبا لحظى من سعاد ... وما زالت عليها الاعتماد
أريد وصالها وتريد بعدى ... فما أشقى مريدا لا يراد
فوا أسفا على عمر تقضى ... ولما يقض لى منها مراد
أجيرتنا أجيروا الجار وارعوا ... فتى بزمام حبكم يقاد
عليل يس يشفى دون وصل ... قتيل ما به أحد يقاد
حليف جوى كئيب مستهام ... عديم الصبر باينه الفؤاد
أجيران العقيق وأهل سلع ... أجيروا من أضر به البعاد
فما زال الأحبة أهل عطف ... إذا ما استعطفوا عطفوا وجادوا
ومن شعره أيضا ما أنشدناه الشيخ [من الطويل]:
وقائلة هل يجمل النوم مع وصلى ... ومثلك محسود على الوصل من مثلى
فقلت: وحبى فيك ما نمت إنما ... بحسنك والحسنى غلبت على عقلى
ومنه أيضا [من الخفيف]:
ما لطرفى عن الجمال براح ... ولقلبى به غذاء وراح
كل معنى يلوح فى كل حسن ... لى إليه تلفت وارتياح
وغرامى به قديم وشربى ... دائما من سلافه أقداح
أجتلى الحسن شاهدا فيه معنى ... هو روح وما سوى أشباح
كل حسن يروق مشكاة حسن ... لأهيل الحمى وهم مصباح
وهم للوجود روح وراح ... ومغان ونوره الوضاح