للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٧ - لَكِنَّ حَمْلَ الْعِلْمِ قَدْ لَا يَكْفِي … إذْ لَمْ يَصِرْ فِي حَقِّهِمْ كَالْوَصْفِ

١٨٨ - فَرُبَّمَا دَعَتْهُمُ دَوَاعِي … مِنْ جِهَةِ النُّفُوسِ وَالطِّبَاعِ

١٨٩ - تُلْجِئُ فِيهِمْ إِلَى الافْتِقَارِ … لِزَائِدٍ عَلَى الْمُقَوِّي الْجَارِي

١٩٠ - مِن طَلَبِ الْمَحَاسنِ الْعَادِيَّةْ … وَلَائِقِ الْمَرَاتِبِ السَّنِيَّةْ

١٩١ - وَذَاكَ أَيْضًا بِدَلِيلِ التَّجْرِبَةْ … لَكِنَّهَا أَخْفَى بِهَذِي الْمَرْتَبَةْ

تثمرها البراهين القطعية المقتضية لها "لكن" لما يصر العلم لهم كالوصف الثابت لهم كما عليه أهل المرتبة الثالثة الآتي ذكرهم "حمل العلم" لهم على العمل وحده "قد لا يكفي "بل قد يحتاج إلى مقو زائد في ذلك "إذ لم يصر "العلم "في حقهم" في حالهم الثابت لهم "كالوصف" الثابت، ولذلك "فربما دعتهم" واغرتهم "دواعي" جمع داعية من الدعاء بمعنى الطلب والمقصود بالدواعي البواعث التي تكون "من جهة النفوس" بما انطوت عليه من رغبات وشهوات، "و" من جهة "الطباع" جمع طبع - وقد يراد بالطباع: الطبع مفردا كالنجار - وهو ما طبع عليه الإنسان في مأكله ومشربه وسهولة اخلاقه وحزونتها وعسرها ويسرها، وشدته ورخاوته وبخله وسخائه "تلجئ" تضطر "فيهم" بعضا منهم "إلى الافتقار" والاحتياج "لـ" باعث خارجي "زائد" متسع "على المقوي" المذكور "الجاري" الموجود في المرتبة الأولى. فالباعث الزائد في هذه المرتبة الثانية يتسع فلا يقتصر على مجرد الحدود والتعزيرات، بل ثم أمور أخر يتسع "من طلب المحاسن" جمع حُسن على غير قياس طلب ادراكها وتحصيلها "العادية" أي التي تستحسن عادة كاجتناب ما يستقذر في مجاري العادات، والتحلي بما يستطاب التحلي به من اوصاف "ولائق" بأهل "المراتب السنية" الرفيعة، كالستر، والعفة، والحلم "وذاك" الذي ذكر في هذا الشأن من أن أهل هذه الرتبة في العلم قد يحتاجون في الإقدام على العمل إلى ما ذكر، فعلمهم قد لا يكون مضطلعا وحده بحملهم على العمل، هو "أيضا" مثل الأول في أنه ثابت "بدليل التجربة" ومقتضى الواقع "لكنها" هذه التجربة.

"أخفى بهذي المرتبة"، ولذلك فإدراكها يحتاج إلى فضل نظر موكول إلى ذوي النباهة في العلوم الشرعية، وذوي الأخذ في الاتصافات السلوكية.

<<  <  ج: ص:  >  >>