للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٩ - وَمِنْهُ الاخْتِلَافُ فِي حُكْمٍ وَلَا … يُفِيدُ الاخْتِلَافُ فِيهِ عَمَلَا

٢٣٠ - وَمِنْهُ الاسْتِشْهَادُ بِالأشْعَار فِي … مَعْنىً كَمَا فِي الْوَعْظِ وَالتَّصَوُّفِ

٢٣١ - إِذْ شَأْنُهَا إِمَالَةُ الْقُلُوبِ … وَرَدُّهَا لِلْغَرَضِ الْمَطْلُوبِ

٢٣٢ - وَمِنْهُ أَنْ يُثَبِّتَ الْمَعْنَى بِمَا … يَفْعَلُهُ مَنْ بِالصَّلَاحِ وُسِمَا

٢٣٣ - مِنْ جِهَةِ التَّحْسِينِ لِلظَّنِّ فَقَطْ … مُجَرَّدًا عَنْ كُلِّ شَرْطٍ مُشْتَرَطْ

والتخويف من أمر مهلك أو مضر. وقول الناظم "من المرائي حمالة المنام" يكون أبين منه وأفضل لو قال "من الرؤى في حالة المنام" فإن الرؤيا تجمع على الرؤى، وإن أنكره الليث، كما نص على ذلك أهل هذا الفن - اللغة - "ومنه" أي ما هو مثال في هذا القسم - وهو المثال الخامس - "الاختلاف" الذي يقع بين أهل العلم "في حكم" مسألة ما "ولا يفيد الاختلاف" الواقع "فيه عملا" وإنما هو خلاف لفظي، كما في مسألة اشتقاق الفعل من المصدر، ومسألة ترادف الفساد والبطلان، ومسألة ترادف الواجب والفرض، ومسألة أصل لفظة أشياء. فهذا ونحوه وإن انبنى المبحث فيه على أصول مطردة، فإنه لا فائدة تجتنى من ثمرة الاختلاف فيه، وبذلك فهو خارج عن حلب العلم. "ومنه" أي ومما هو مثال آخر في هذا القسم - ملح العلم - وهو المثال السادس "الاستشهاد بالأشعار في "تحقيق "معنى" من المعاني العلمية أو العملية "كما" يجري "في"كلام أهل "الوعظ و" أهل "التصوف" إذ يوردون ذلك كثيرا في كتبهم وفي بيان مقامهم، فينتزعون معاني الأشعار ويضعونها للتخلق بمقتضاها، "إذ شأنها" أي الأشعار الرقيقة "إمالة القلوب" وجذبها "وردها للغرض المطلوب" أن ترد وتصرف إليه. وفي واقع الأمر المعنى إذا كان مقبول شرعا فإنه مقبول، وإن كان خلاف ذلك فهو مطروح على كل حال. "ومنه" أي ما ذكر مما يجري مثالا في هذا القسم - وهو المثال السابع -: "أن يثبت المعنى" الذي يراد إثباته وهو الحكم بصحته "بما يفعله من "وصف "بالصلاح وسما" أي وصف وعرف، وأشير إليه به. وذلك "من جهة التحسين للظن" به "فقط" حال كونه "مجردا عن كل شرط" آخر "يشترط" في هذا الشأن ويبنى عليه هذا الاستدلال كان يتخطى هذا الشرط - وهو تحسين الظن - فيعتقد أن كل ما يصدر عن أهل الصلاح حق، وأن الاقتداء بهم يعصم من الخطأ، فهذا مطرح، وغير صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>