بينهما في ذلك، فإن بناء الحكم في أحدهما أو أحدها على قاعدة في غيره ما هو إلا من هذا القسم - ملح العلم - "وإن من مستطرف" أي مما يعد طريفا ومستملحا من "الأنباء" يعني الأخبار والروايات الأدبية "في ذاك" الذي تقدم ذكره وهو الاستدلال بقواعد علم ما في علم آخر غيره "ما يروى عن الفراء" يحيى بن زياد، الذي "كمان يقول: أن كل من برع" فاق "في علمه" سواء كان من المنقولات أو من المعقولات فإنه "في غيره" من العلوم "به" بعلمه ذاك الذي برع فيه "انتفع" في فهم مسائل ذاك الغير من العلوم "قيل" له أي الفراء، والذي قال له هو ابن خالته: محمد بن الحسن الشيباني القاضي - صاحب أبي حنيفة - "فـ" أنت "قد أحكمت" أي أتقنت "علم النحو "فهو علمك الذي برعت فيه وأتقنته "فما ترى" أي تقول "في" حكم "من سها في "سجود "السهو "هل عليه أن يسجد لهذا السهو مرة أخرى.
"قال: أرى" أن "ذاك" السهو الذي وقع له في سجود السهو "له يغتفر" فلا يسجد له، ولا شيء عليه "فإن ذا التصغير" أي الاسم المصغر "لا يصغر" مرة أخرى، فالسجود جبر للصلاة، والجبر لا يجبر كما إن المصغر لا يصغر مرة أخرى. "ومثل هذا" الذي ذكر "ما حكوا" يعني رواه بعض الشيوخ - "في المعنى" وفي المضمون الذي هو الاستدلال بأمر على أمر لا يظهر أن بينهما رابطا أو وصلة "في" قوله تعالى "إن هذان" لساحران "عن" أبي العباس "ابن البناء" أحمد بن محمد الأزدي المراكشي أحد كبار علماء المغرب حين سئل فقيل له: لم تعمل إن من قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه: ٦٣] الآية؟ فقال في الجواب: لما لم يؤثر القول في المقول، لم يؤثر العامل في المعمول. فقال السائل: وما وجه الارتباط بين عمل إن وقول الكفار في النبيئين؟ فقال له المجيب: يا هذا إنما جئتك بنوارة يحسن رونقها، فأنت تريد أن تحكها بين يديك، ثم تطلب منها هذا الرونق