غالب أحوال الخلق - المسلمين - في الدخول في الأسباب.
أما حالة الرتبة الثالثة فقد أوردها فقال:"و" منهم "داخل في ذاك" القصد، حال كونه "غير ساه" عن أن المسببات إنما هي "فعل الله" وخلقه، فيكون الغالب عن صاحب هذه المرتبة اعتقاد أنه مسبب عن قدرة الله وإرادته، من غير تحكيم لكونه سببا" فإنه لو صح كونه سببا محققا لم يتخلف، كالأسباب العقلية، فلما لم يكن كذلك تمحض جانب التسبب الرباني بدليل السبب الأول، وهنا يقال لمن حكمه: فالسبب الأول عماذا تسبب" وفي مثله قال عليه الصلاة والسلام: "فمن أعدى الأول؟ " فإذا كانت الأسباب مع المسببات داخلة تحت قدرة الله فالله هو المسبب لا هي" إذ ليس له شريك في ملكه"ومقتضى هذا" المعتقد هو اعتبار السبب "فيه" أي في المسبب "من حيث" يعني من جهة "ما ينسب" من الخلق والإيجاد "للمسبب" - بكسر الباء - يعني الخالق سبحانه فقط. فصاحب هذه المرتبة يرى أن السبب إذا طلب به المسبب وجعل وسيلة لذلك، خلق الله - تعالى - ذلك المسبب بذلك إن شاء الله فالخلق إنما هو له سبحانه وحده.
في أن تارك الالتفات إلى المسببات على مراتب ثلاثة:
قال الناظم: "وترك الالتفات" والقصد "لـ" حصول أو تحصيل "المسبب" بعد الإتيان بسببه "القاصدون" بأسبابهم "نحوه" أي نحو عدم الالتفات لتحصيل المسبب، أو حصوله، الذين بنوا عقيدتهم في الشأن على المضي في هذه الجهة - عدم الالتفات - هم "في رتب" يعني على درجات ثلاث. "فمنهم الداخل في" تحصيل "حكم السبب" وكسبه "من حيث" أي من جهة "أنه" أي السبب "إلى الشرع" الإلهي "انتسب" "و" قد "وضعه" الشارع "لـ" قصد "الابتلاء" للعباد "والامتحان" لهم من غير التفات إلى ما