للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٥٠ - وَلْنَضَعِ الْآنَ لَهَا مُقَدِّمَةْ … مِنَ الْكَلَامِ تُقْتَفَى مُسَلَّمَةْ

٧٥١ - قَدْ صحَّ وَضْعُ الشَّرْعِ لِلْمَصَالِحِ … دِينًا وَدُنْيَا بِالدَّلِيلِ الْوَاضِحِ

٧٥٢ - مِمَّا أَتَى فِي مَعْرِضِ التَّعْلِيلِ … بِحَسَبِ الْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيلِ

٧٥٣ - وَذَاكَ مِنْهُ عَلَى الْعِبَادِ … مَقْرُونَةٌ بِنِعْمَةِ لْإِيجَادِ

" ولنضع الآن لها" أي لهذه المصالح يعني لذكرها والحديث عنها "مقدمة" تتخذ تمهيدا وتوطئة لما سيأتي، وهي مقدمة "من" علم "الكلام" علم العقائد، وإنما كانت من هذا العلم لأن موضوعها أمر متعلق بالذات الإلهية، وهو وصفه - سبحانه - بأنه قاصد، وهذا أمر عقدي، كما لا يخفى؛ وهذه المقدمة "تقتفى" تتبع، وبذلك فهي مقدمة "مسلمة" في هذا الموضع، وهي أنه "قد صح" وثبت "وضع الشرع" بكل ما فيه من جزئيات تعبدية أو غيرها "للمصالح" أي مصالح العباد التي تحصل لهم "دينا" أي بالدين، وهي الأجر والثواب والنجاة من النار في الآخرة والتي تحصل في هذه الـ "دنيا" من حفظ النفوس والأعراض والأموال والعقول، والسعادة والمحبة بين الخلق ودفع العداوة والبغضاء والشنئان، "بالدليل الواضح" البين المعتمد، وهو مأخوذ "مما أتى" من النصوص الشرعية الواردة "في معرض" - بكسر الميم وفتحها - أي محل عرض، "التعليل" بيان العلة والموجب، لإرسال الرسل، وإنزال الشريعة، وذلك يكون "بحسب الجملة"كما في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الأنبياء: ١٠٧] وقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦] وقوله عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ٢] وغير ذلك من النصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن "و" بحسب "التفصيل" كما في تعاليل الأحكام الجزئية، كما في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٣ - ١٨٤] وقوله تعالى - عز وجل -: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥] وغير ذلك من النصوص الشرعية المتضمنة لهذا الأمر.

"وذاك" كله "منة" منه تعالى "على العباد" ورحمة بهم إذ شرع لهم ما به صلاحهم في الدارين، وهي منة "مقرونة بنعمة" أخرى عظيمة وهي نعمة "الإيجاد" والإخراج من العدم إلى الوجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>