" و" قد ورد "في الحديث" النبوي "بعض" مما هو "شاهد له" أي لهذا النظر الذي عليه أهل الظاهر وهو "يعضد" ويقوي "في ظاهره" يعني بظاهره "مجمله" أي مجمل هذا النظر وأساسه الكلي.
ومن ذلك "ما في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام خرج على أبي بن كعب وهو يصلي فقال عليه الصلاة والسلام:
يا أبي فالتفت إليه ولم يجبه وصلى فخفف ثم انصرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبي ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك" فقال يا رسول الله كنت أصلي. فقال: "أفلم تجد فيما أوحي إلي {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} قال بلى يا رسول الله ولا أعود إن شاء الله" وهو في البخاري عن أبي سعيد بن المعلى وأنه صاحب القصة فهذا منه عليه الصلاة والسلام إشارة إلى النظر لمجرد الأمر وإن كان ثم معارض وفي أبي داود أن ابن مسعود جاء يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فسمعه يقول اجلسوا فجلس بباب المسجد فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له تعال يا عبد الله وسمع عبد الله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالطريق يقول اجلسوا فجلس بالطريق فمر به عليه الصلاة والسلام فقال ما شأنك فقال سمعتك تقول اجلسوا فقال له زادك الله طاعة، وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام يوم الأحزاب:
"لا يصل أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدركهم وقت العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم: بل نصلي ولم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدة من الطائفتين، وكثير من الناس فسخوا البيع الواقع في وقت النداء لمجرد قوله تعالى {وَذَرُوا الْبَيْعَ}[الجمعة: ٩](١).
"و" أيضا يشهد لهذا ويعضده ما قد "مر" ذكره "قبل" في "كتاب المقاصد" من "أن كل مقصد" شرعي دل عليه الطلب الشرعي "لا بد" "من معنى" ثابت "به" أي فيه "تعبدي" لأنه وإن علم له مقصد ما، فإن كونه على هيئة مخصوصة وقدر مخصوص