للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٣٩ - لِكَوْنِهِ مِثْلَ الطَّبِيبِ يُعْطِي … كُلَّ امْرِئٍ مُصْلِحَهُ بِالْقِسْطِ

٢٥٤٠ - وَكَمْ عَلَى صِحَّةِ هَذَا مِنْ خَبَرْ … يَشْهَدُ بِاعْتِبَارِهِ وَمِنْ أَثَرْ

كل نفس من أحكام النصوص ما يليق بها بناء على أن ذلك هو المقصود الشرعي في تلقي التكاليف. فكأنه يخص عموم المكلفين والتكاليف بهذا التحقيق، وإنما يقع ذلك "لكونه مثل الطبيب" الذي "يعطي كل امرئ" مريض الدواء أو الغذاء الذي يكون "مصلحه بالقسط" والعدل، وذا يعلمه بمهارته في الطب، وعلمه بقواعده، وأسراره، وهكذا شأن هذا المجتهد في هذا الضرب من الاجتهاد - التنقيح الخاص للمناط -.

"و" السائل عن أدلة صحة هذا الضرب من الاجتهاد يقال له: "كم على صحة هذا" من حديث وكم "من خبر" صحيح "يشهد باعتباره و" كم "من أثر" يدل على أنه مجرى على مقتضاه شرعا، فمن ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل في أوقات مختلفة عن أفضل الأعمال، وخير الأعمال، وعرف بذلك في بعض الأوقات من غير سؤال، فأجاب بأجوبة مختلفة، كل واحد منها لو حمل على إطلاقه أو عمومه لاقتضى مع غيره التضاد في التفصيل. ففي الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام: "سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله. قال: ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله. قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور" وسئل عليه الصلاة السلام "أي الأعمال أفضل قال: الصلاة لوقتها. قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" وفي النسائي: عن أبي إمامة قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: "مرني بأمر آخذه عنك. قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وفي الترمذي: أي الأعمال أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" وفي الصحيح في قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ، قال: ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به" وفي البزار: أي العبادة أفضل؟ قال: "دعاء المرء لنفسه" وفي الترمذي: "ما من شيء أفضل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من خلق حسن" وفي البزار: "يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ عليك بحسن الخلق وطول الصمت؛ فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما" وفي مسلم: "أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده" وفيه: "سئل أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" وفي الصحيح: "وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر" وفي الترمذي: "خيركم من تعلم القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>