للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرني] عروة بن الزبير: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح مرسل (١).

ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه، قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها، تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"أَتُكَلِّمُنِي في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله". قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العَشِيُّ، قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيبًا، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال:

"أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَوْ أنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا".

ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد تلك المرأة فقطعت. فحسنت توبتها بعد ذلك. قالت عائشة رضي الله عنها: وكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(صحيح) - خ ٤٣٠٤، م ٥/ ١١٤ - ١١٥.

[(٧) باب الترغيب في إقامة الحد]

٤٥٥٤ - عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) هذه الكلمة سكت عنها شيخنا. وأبقيت مع بعض السند. ولم تذكر عائشة. لذلك وضعت باقي السند بين [] وسند الحديث هنا وفي البخاري (٨/ ١٣٤) ومسلم (١٠١٤) يلتقي عند ابن شهاب مع ذكر عائشة -رضي الله عنها- ويختلف بعدهما.
فعبد الله بن يونس مجهول، ويونس بن يزيد في روايته عن الزهري وهمًا قليلًا (كما في التقريب) وسكت السيوطي عن هذه الكلمة (مرسل)، وتبعه في هذا السندي. ولكن في الهندية ٧٣٦ حاشية منقولة عن شرح لنخبة الفكر خلاصتها:
قوله: (مرسل) أعلم أن السند طريق الحديث، وهو رجاله الذين رووه، والإسناد بمعناه، وقد يجئ بمعنى ذكر السند والحكاية عن طريق المتن.
أقول: وكأن الإمام النسائي يريد أن كلمة (مرسل) متصلة، رغم الكلام في عبد الله بن يونس، ويونس بن يزيد.
وأزيد على ذلك: أن الإمام النسائي نقح كتابه المجتبى -هذا- بعد مراجعة صحيح البخاري، وصحيح مسلم. -والله أعلم-.