للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(٧٩) باب البناء في السفر]

٣١٦٥ - عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا خَيبَر، فصلينا عندها الغداة بِغَلَسٍ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في زُقَاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإني لأرى بياض فخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل القرية قال:

"الله أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْم فَسَاء صَبَاحُ المُنْذَرِينَ".

قالها ثلاث مرات.

قال: وخرج القوم إلى أعمالهم. قال عبد العزيز: فقالوا: محمد؟! (١).

قال عبد العزيز: وقال بعض أصحابنا: والخميس، وأصبناها عنوة.

فجمع السَّبي، فجاء دحية، فقال: يا نبي الله اعطني جارية من السّبي. قال:

"اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً"، فأخذ صفية بنت حُيي، فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله! أعطيت دحية صفية بنت حيي، سَيِّدة قُريظة والنَّضير! ما تصلح إلا لك. قال: "ادْعُوهُ بِهَا" فجاء بها، فلما نظر إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا" قال: وإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أعتقها وتزوجها.

فقال له ثابت (٢): يا أبا حمزة ما أصدقها؟ قال: نفسها أعتقها وتزوجها. قال:

حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سُليم، فأهدتها إليه من الليل، فأصبح عروسًا، قال:

"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شيء، فَلْيَجِئ بِهِ" قال: وبسط نِطَعًا، فجعل الرجل يجيء بالأَقِطِ، وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، فحاسوا حَيْسَةً، فكانت وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(صحيح) - آداب الزفاف ٧٠ - ٧١: ق.

٣١٦٦ - عن أنس: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام على صفية بنت حيي بن أخطب، بطريق خيبر، ثلاثة أيام حين عرس بها، ثم كانت فيمن ضُرب عليها الحجاب.

(صحيح) - خ ٤٢١٢.


(١) هو قول اليهود، أي: هذا محمد، والخميس معه. وأظن أن إدخال جملة (قال عبد العزيز: وقال بعض أصحابنا) بينهما من النساخ - والله أعلم -.
(٢) أي قال لأنس. والقائل هو ثابت بن أسلم البُنَاني مات سنة ١٢٠.