للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبكي، والناس يَنهوني، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني، وجعلت عمتي تبكيه، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

"لا تَبْكِيه، مَا زَالَتِ المَلائكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتَها حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ".

(صحيح): ق- مضى آنفًا (١٧٣٨).

[(١٤) النهي عن البكاء على الميت]

١٧٤٢ - عن جابر بن عَتيك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاح به، فلم يُجبه، فاسترجَع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقال:

"قَدْ غُلِبْنَا عَلَيْكَ أَبَا الرَّبيع" فصحن النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يُسكتهن فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

"دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ، فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيةٌ" قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال:

"المَوْتُ" قالت ابنته: إن كنتُ لأرجو أن تكون شهيدًا، قد كنتَ قضيتَ جهازك، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

"فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَيْهِ، عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ ".

قالوا: القتل في سبيل الله عز وجل، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

"الشَّهَادَةُ سَبْعٌ، سِوَى القَتْلِ في سَبيلِ الله عَزَّ وَجَلَّ، المَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالمَبْطُونُ شَهيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ، وَصَاحِبُ الهَدَم شَهيدٌ، وَصَاحِبُ ذَات الجَنْبِ شَهيدٌ، وَصَاحِبُ الحَرَق شَهيدٌ، والمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْع (١) شَهيدة".

(صحيح) - ابن ماجه ٢٨٠٣.

١٧٤٣ - عن عائشة قالت: لما أتى نَعيُ زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رَوَاحة، جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يُعرف فيه الحُزن، وأنا أنظر من صِئر الباب (٢) فجاءه رجل فقال: إن نساء جعفر يبكين! فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "انْطَلِق فَانْهَهُنَّ" فانطلق، ثم جاء فقال: قد نهيتهن فأبين أن ينتهين قال:

"انْطَلِق فَانْهَهُنَّ" فانطلق، ثم جاء فقال: قد نهيتهن فأبين أن ينهين. قال: "فَانْطَلِق فَاحْثُ في أفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ".

فقالت عائشة، فقلت: أرغمَ الله أنفَ الأبعد، إنكَ والله ما تركتَ رسول الله


(١) هي التي تموت وفي بطنها ولد.
(٢) أي: شق الباب.