للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هذَا، وَمَسجِدِ الأقْصَى".

(صحيح) - ابن ماجه ١٤٥٩ و ١٤١٠: ق.

[(١١) باب اتخاذ البيع مساجد]

٦٧٧ - عن طلق بن علي، قال: خرجنا وفدًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه؛ أن بأرضنا بِيعة لنا. فاستوهبناه من فضل طهوره. فدعا بماء فتوضأ، وتمضمض، ثم صبه في إداوة، وأمرنا فقال:

"اخْرُجُوا، فَإِذَا أتَيْتُمْ أَرْضَكُمْ فَاكسِرُوا بيعَتَكُمْ، وَانْضَحُوا مَكَانَهَا بِهذَا الْمَاء، وَاتخِذُوهَا مَسْجدًا".

قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف؟ فقال:

"مُدُّوهُ مِنَ الْمَاء، فإنَّهُ لا يَزِيدُهُ إلَّا طِيبًا".

فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، واتخذناها مسجدًا. فنادينا فيه بالأذان، قال: والراهب رجلٌ من طيء، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حق. ثم استقبل تَلعَة من تلاعنا، فلم نره بعد.

(صحيح الإسناد).

(١٢) باب نبش القبور، واتخاذ أرضها مسجدًا

٦٧٨ - عن أنس بن مالك، قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نزل في عُرِض المدينة، في حي، يقال لهم: بنو عمرو بن عوف. فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملأ من بني النجار، فجاؤوا متقلدي سيوفهم، كأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على راحلته، وأبو بكر رضي الله عنه رديفه، وملأ من بني النجار حوله؛ حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يصلي حيث أدركته الصلاة، فيصلي في مرابض الغنم، ثم أمر بالمسجد. فأرسل إلى ملأ من بني النجار، فجاؤوا، فقال:

"يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُوني بِحَائطِكُمْ هذَا" قالوا: والله لا نطلب ثمنه، إلا إلى الله عز وجل. قال أنس: وكانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقبور المشركين فنبشت، وبالنخل فقطعت، وبالخرب فسويت. فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عِضَادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر، وهم يرتجزون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، وهم يقولون: