للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٤٢٧ - عن أنس قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقام إليه الناس فصاحوا فقالوا: يا نبي الله قَحَطت المطر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا، قال: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا".

قال: وايم الله! ما نرى في السماء قَزَعة من سحاب، قال: فأنشأت سحابة فانتشرت، ثم إنها أمطرت، ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى، وانصرف الناس، فلم تزل تمطر إلى يوم الجمعة الأخرى، فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب صاحوا إليه فقالوا: يا نبي الله تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، فادع الله أن يحبسها عنا.

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:

"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا" فَتَقَشَّعَتْ عَنِ المَدينَة، فَجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَهَا وَمَا تَمْطُرُ بالمَدينَة قَطْرَة، فَنَظَرْتُ إلى المَدينَة وإنَّهَا لَفي مِثْلِ الإكْليل.

(صحيح) - صحيح أبي داود ١٠٦٥: ق.

١٤٢٨ - عن أنس بن مالك: أن رجلًا دخل المسجد، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب، فاستقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا، وقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا.

فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال:

"اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا".

قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحابة ولا قزعة، وما بيننا وبين سَلْع من بيت ولا دار، فطلعت سحابة مثل التُّرس، فلما توسطت السماء انتشرت وأمطرت.

قال أنس: ولا والله ما رأينا الشمس سبتًا. قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب، فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله، صلى الله وسلم عليك، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال:

"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَام، والظِّرَاب، وَبُطُون الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابتِ الشَّجَر".

قَال: فأقلعت، وخرجنا نَمْشي في الشَّمْس.

قال شريك (١): سألت أنسًا: أهو الرجل الأول؟ قال: لا.

(حسن صحيح): ق - مضى ١٥٤ - ١٥٥.


(١) هو النخعي الراوي عن أنس.