للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاتمة المفضية إِلَى المغفرة كَانَ انتظاره لِذَلِكَ رجَاءً محمودًا باعثًا على المواظبة على الطاعات والقيام بمقتضى الإِيمَان إِلَى الموت.

شِعْرًا: ... تَرَى الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَصْبُو ... وَمَا يَخْلُو مِنَ الشَّهَوَاتِ قَلْبُ

فُصُولُ الْعَيْشِ أَكْثَرُهَا هُمُومٌ ... وَأَكْثَرَ مَا يَضُرُّكَ مَا تُحِبُّ

فَلا يَغْرُوكَ زُخْرُفُ مَا تَرَاهُ ... وَعَيْشٌ لَيِّنُ الأعْطَافِ رَطْبُ

وإن قطع بذر الإِيمَان عَنْ تعهده بماء الطاعات أَوْ ترك الْقَلْب مشحونًا برذائل الأَخْلاق وانهمك فِي طلب لذات الدُّنْيَا، ثُمَّ انتظر المغفرة كَانَ ذَلِكَ حمقًا وغرورًا، قَالَ الله تَعَالَى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} وذم القائل {وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} .

شِعْرًا: ... أَفِي السَّبَخَاتِ يَا مَغْبُونُ تَبْنِي ... وَمَا أَبْقَى السِّبَاخُ عَلَى الأَسَاسِ

ذُنُوبُكَ جَمَّةٌ تَتْرَى عِظَامًا ... وَدَمْعُكَ جَامِدٌ وَالْقَلْبُ قَاسِي

وَأَيَّامًا عَصَيْتَ اللهَ فِيهَا ... وَقَدْ حَفِظْتُ عَلَيْكَ وَأَنْتَ نَاسِي

فَكَيْفَ تُطِيقُ يَوْمَ الدِّين حِمْلاً ... لأَوْزَارِ الْكَبَائِرِ كَالرَّوَاسِي

هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لا وِدَّ فِيهِ ... وَلا نَسَبٌ وَلا أَحَدٌ مُوَاسِي

اللَّهُمَّ يَا عَالِم الخفيات، ويا رفيع الدرجات، يَا غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا أَنْتَ إليك المصير، نسألَكَ أن تذيقنا برد عفوك، وحلاوة رحمتك، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلى الله علي مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين.

(موعظة) : عباد الله يَقُولُ جَلَّ وَعَلا وتقدس: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} عباد الله إن الصَّلاة عماد الدين وأعظم أركَانَ الإِسْلام بعد الشهادتين، وهي قرة عين المُؤْمِن وطمأنينة قَلْبهُ تبدو

<<  <  ج: ص:  >  >>