للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَدَفُوا، وَإِذَا دَعَتَهُمْ أَهْوَاؤُهم إِلى أَغْرَاضِهم أَسْرَعُوا إِلَيْهَا وَانْصَرَفُوا فَذَرْهُمْ وَمَا اخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْ الْهَوَانِ، وَالْخِزْيِ وَالْخُسْرَانِ، فَلا تَثِقُ بعُهُودِهِمْ، وَلا تَطْمَئِنَّ إِلى وُعُودِهِمْ، فَإِنَّهُمْ فِيهَا كَاذِبُونَ، وَهُمْ لِمَا سِوَاهَا مُخَالِفُونَ {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} .

اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيْنَا بِإِصْلاحِ عُيُوبِنَا وَسَتْرِ زَلاتِنَا وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُهْتَدِينَ، وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

[غزوة الأحزاب]

وكانت قريش تستعد لهجوم جديد على المدينة لما كان النبي ? مُهْتمًّا في إخماد ثَوراتِ القبائل، قبل أن يَتَطورَ أمرُها فيصبح حربًا عوانًا عليه، وتحالف يهود خيبر مع قريش، وقد نجحوا في إثارة القبائل العربية القاطنة بضواحي مكة، فانضمت إلى المناهضين للإسلام.

وبذلك اتفق اليهود وقريش وسائر قبائل العرب على توجيه الضربة للإسلام، فجمعوا جيشًا عدته عشرة آلاف مقاتل، وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة. ونكثت القبائل اليهودية القاطنة في داخل المدينة عهدها في اللحظة الأخيرة وانضمت إلى أعداء الإسلام، فأصبح مركز المسلمين حرجًا وبات أملهم في النجاة ضعيف.

ثم تَرَامتِ الأنباءُ إلى النبي ? بخبر هذا الجمع الحاشد الذي لم يسبق له مثيل فدعا أصحابه واستشارهم فيما ينبغي عمله. لقد كانت المدينة محصنة

<<  <  ج: ص:  >  >>