للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبذلك تستقم الأمور بإذن الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مَا يحب لنفسه» . وهذه الطريقة هي التي كَانَ عليها السلف الصالح من المسلمين وكانوا بسبب ذلك مفلحين.

شِعْرًا:

إِنَّ الْمَكَارِمَ كُلَّهَا لَوْ حُصِّلَتْ ... رَجَّعْتُ جُمْلَتِهَا إِلَى شَيْئَيْنِ

تَعَظِيْمُ أَمْرِ اللهِ جَلَّ جَلالَهُ ... وَالسَّعِي فِي إِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ

آخر:

(فَأَحْسِنْ إِذَا أُوْتِيْتَ جَاهًا فَإِنَّهُ ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيْلٍ تَقْشَّعُ)

(وَكُنْ شَافِعًا مَا كُنْتَ فِي الدَّهْرِ قَادِرًا ... وَخَيْرُ زَمَانِ الْمَرْءِ مَا فِيْهِ يَشْفَعُ)

والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وسلم.

(فَصْلٌ)

العدل: ضد الجور وهو الاعتدال والاستقامة والميل إِلَى الحق. وشرعًا: هو الاستقامة على طريق الحق بالاجتناب عما هو محظور دينًا وفي اصطلاح الفقهاء العدالة استواء أحواله فِي دينه واعتدال أقواله وأفعاله.

ويعتبر لها شيئان الصلاح فِي الدين واجتناب المحرم، والعدالة تارة يقال لها هي الفضائل كلها من حيث لا يخرج شيء من الفضائل عنها، وتارة يقال لها هي أجمل الفضائل من حيث أن صاحبها يقدر أن يستعملها فِي نفسه وفي غيره.

وقيل فِي قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} أي العدل والإنصاف، كما فِي قوله تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} وقوله: {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} قال قتادة ومجاهد ومقاتل: العدل. وسمي العدل ميزانًا لأن الميزان آلة الإنصاف والتسوية، وعبر عن العدالة بالميزان إذ كَانَ من أثرها، ومن أظهر أفعالها للحاسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>