للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلا تَحْسَبَنَّ الْفَضْلَ فِي الْحِلْمِ وَحْدَهُ ... بَلْ الْجَهْلُ فِي بَعْضِ الأَحَايِينِ أَفْضَلُ

وَمَنْ يَنْتَصِرْ مِمَّنْ بَغَى فَهُوَ مَا بَغَى ... وَشَرُّ الْمُسِيئَينِ الَّذِي هُوَ أوَّلُ

وقَدْ أَوْجَبَ اللهُ الْقِصَاصَ بِعَدْلِهِ ... وَللهِ حُكْمُ فِي الْعُقُوبَاتِ مُنَزَلُ

فَإِنْ كَانَ قَوْلٌ قَدْ أَصَابَ مَقَاتِلاً ... فَإِنَّ جَوَابَ الْقَوْلِ أَدْهَى وَأَقْتَلُ

وَقَدْ قِيلَ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَخَزْنِهِ ... مَسَائِلُ مَنْ كُلِّ الْفَضَائِلِ أَكْمَلُ

وَمَنْ لَمْ يُقَرِّبْهُ سَلامَةُ غَيبِهِ ... فَقُرْبَانُهُ فِي الْوَجْهِ لا يُتَقَبَّلُ

وَمَنْ يتَّخِذْ سُوءَ التَّخَلُّفِ عَادَةً ... فَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي عِتَابٍ مُعَوَّلُ

وَمِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ الْوَقِيعَةُ طَالِبًا ... بِهَا عِزَّةً فَهُوَ الْمُهِينُ الْمُذَلَّلُ

وَعَدْلُ مُكَافَاةِ الْمُسِيءِ بِفِعْلِهِ ... فَمَاذَا عَلَى مَنْ فِي الْقَضِيَّةِ يَعْدِلُ

وَلا فَضْلَ فِي الْحُسْنَى إِلَى مَنْ يُحِسُّهَا ... بَلَى عِنْدَ مَنْ يَزْكُو لَدَيْهِ التَّفَضُّلُ

وَمَنْ جَعَلَ التَّعْرِيضَ مَحْصُولَ مَزْحِهِ ... فَذَاكَ عَلَى الْمَقْتِ الْمُصَرَّحِ يَحْصُلُ

وَمَنْ أَمِنَ الآفَاتِ عَجَبًا بِرَأْيِهِ ... أَحَاطَتْ بِهِ الآفَاتُ مِنْ حَيْثُ يَجْهَلُ

أُعَلِّمِكُمُ مَا عَلَّمَتْنِي تَجَارُبِي ... وَقَدْ قَالَ قَبْلِي قَائِلُ مُتَمَثِّلُ

إِذَا قُلْتَ قَوْلاً كُنْتَ رَهْنَ جَوَابِهِ ... فَحَاذِرْ جَوَابَ السُّوءِ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ

إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا سَعِيدًا مُسَلَّمًا ... فَدَبِّرْ وَمَيِّزْ مَا تَقُولُ وَتَفْعَلُ

وَاللهُ أَعْلَمُ. وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم.

(موعظة)

عباد الله إن صفات الشر وخصال السُّوء ما وجدت في قوم إِلا كَانُوا أهلاً لغضب الله وسخطه فاستحقوا الشقاء والذل في الدُّنْيَا والآخِرَة وإن من أقبح الخصال وأشنع الخلال الغيبة والنميمة وقَدْ انهمك النَّاس فيهما وصَارَت مجالسهم لا تعمر إِلا بهما يسمَعُ المرء من أخيه الكلمة ليفرج بها من كربه ويخفف بها من آلامه فينقلها إلى صاحبها قصد الإيقاع به والتفريق بين الْمُؤْمِنِين هذه يا عباد الله غاية الدناءة، ومنتهى الخسة والنذالة واللآمة ألا شهامة تحمل النمام على كتمانه سر أخيه ألا مروءة تمنعه من أن ينم على أخيه المسلم، إن النمام لا يعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>