وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين فِي الجنة» . وأشار مالك بالسبابة والوسطى. رواه مسلم ورواه مالك عن صفوان بن مسلم مرسلاً.
ورواه البزار متصلاً ولفظه قال:«من كفل يتيمًا له ذا قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو فِي الجنة كهاتين» . وضم إصبعه «ومن سعى على ثلاث بنات فهو فِي الجنة وكان له كأجر المجاهد فِي سبيل الله صائمًا قائمًا» .
والله أعلم. وصلى الله على محمد وعَلَى آله وصحبه وسلم.
موعظة
عباد الله لقد تفضل الله علينا ورزقنا من الطيبات، وجعلنا آمنين مطمئنين، وأغنانا عن الحاجة، وصان وجوهنا عن المسألة التي وقع فيها الكثير من الناس، فالواجب علينا إذا إزاء هذه النعم العظام أن نكثر شكره وحمده والثناء عليه.
وبذلك يحفظ عليكم نعمته ويزيدكم مِنْهَا ويبارك لكم فيها قال تعالى وهو أصدق قائل وأوفى واعد. {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} وليس الشكر قول اللسان فقط، وإنما الشكر مع ذلك امتثال أوامر الله بالطاعة والإحسان فِي عبادة الله وإلى عباد الله البؤساء من يتيم ومسكين وأرملة ممن أصابتهم الشدة والفقراء من أرباب العيال المتعففين الذين لا يسألون ولا يفطن لهم فيتصدق عليهم.
وفي الدرجة الأولى من ليس لهم موارد أصلاً لا أولاد يدرسون ولا أولاد موظفين يدرون عليهم ولا عقار ولا غيره، وأن من القسوة أن يمنع الإنسان رفده ومعونته عن إخوانه المحتاجين.