للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستغفار ختام الأعمال الصَّالِحَة كُلّهَا فيختم به الصَّلاة والحج والقيام فِي الليل ويختم به المجالس، فإن كانت ذكراً كَانَ كالطابع عَلَيْهَا وإن كانت لغواً كَانَ كفارة لها، فكَذَلِكَ ينبغي أن يختتم صيام رمضان بالاستغفار يرقَعُ ما تخرق من الصيام باللغو والرفث "ويجتهد فِي الإكثار من الأعمال والتقلل من شواغل الدُّنْيَا والإقبال عَلَى الآخرة ما دام فِي قيد الحياة".

تضرع إلي رب العزة والجلال:

اسْتَغْفِرُ اللهَ عَمَا كَانَ مِنْ زَلَلٍ ... وَمِنْ خَطَإٍ تَخَطَّا بِالمُصِيْبَاتِ

ولَيْسَ إلا إِلى الرَّحْمَنِ مُنْتَجِعِي ... فَهْوُ العَلِيْمُ بِأَحْوَالِي وَنِيَّاتِ

وَهْوَ الرَّحْيِمُ وَمَلْجَأ مَنْ يَلْوذُ بِهِ ... الكَاشِفُ الغَمِ الْقَاضِي لِحَاجَاتِ

وَقَدْ مَدَدْتُ حِبَالِي رَاجِياً فَرَجاً ... وَمُنْشِداً قِيْلَ دَاعٍ ذِي امْتِحَانَاتِ

فَقُلْتُ مُشْتَكِياً مَا قَالَ مُبْتَهِلاً ... بِاللهِ مُرْتَجِياً تَفْرِيْجَ أَزْمَاتِ

فَصِل حِبَالِي وَأوصَالِي بِحَبْلِكَ يَا ... ذَا الكِبْرِيْاءِ وَحَقَّق فِيكَ رَغْبَاتِي

أنَا الذَّلِيْلُ أَنَا المِسْكِيْنُ ذُو شَجَنِ ... أنَا الفَقْيِرُُ إِلى رَبِّ السَمَواتِ

أنَا الكَسِيْرُ أَنَا المُحْتَاجُ يَا أَمَلِي ... جُدْ لِي بِفَضْلِكَ وَاعْفُ عن خَطِيْئَاتِ

أنَا الغَرِيْبُ فَلاَ أَهْلٌ وَلاَ وَطَنٌ ... أنَا الوَحِيْدُ فَكُنْ لِي فِي مُلِمَّاتِ

أنَا العُبَيْدُ الَّذِي مَا زِلْتُ مُفْتَقِراً ... إِلَيْكَ يَا سَيْدِي فِي كُلِّ حَالاتِ

لاَ أَسْتَطِيْعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ ... وَلاَ عن النَّفْسِ لِي دَفْعَ المَضَرّاتِ

مَا لِي سِوَاكَ وَلاَ لِي عنكَ مُنْصَرَفٌ ... ذَكْرَاكَ فِي الْقَلْبِ قُرْآنِي وَآيَاتِ

أَنْتَ القَدِيْرُ عَلَى جَبْري بِوَصْلِكَ لِي ... أَنْتَ العَلْيْمُ بِأَسْرَارِ الخَفِياتِ

أَدْعُوكَ يَا سَيِّدي يَا مُشْتَكَى حَزَنِي ... يَا جَابِرِي يَا مُغِيثِي فِي مُهِمَاتِ

فَانْظُرْ إِلى غُرْبَتِي وَارْحَمْ ضَنَا جَسَدِي ... يَا رَاحِمَ الخَلْقِ يَا بَارِي البَرْيَاتِ

وَقَدْ دُهِيْتُ فَلم يُسْمَعْ وقُلْتُ فَمَا ... أَجْدَى لَدَى نَاصِرِي فَاسْمَعْ شِكَايَاتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>