تَلِي تَرِكَتِي مِنْ بَعْدِي، فَقَالَ: نَعَمْ فَخَرَجَ، حَتَّى قُتِلَ، وَمُثِّلَ بِهِ وَدُفِنَ هُوَ وَحَمْزَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.
وَوَلِيَ تَرِكَتَهُ رَسُولُ اللهِ ? فَاشْتَرَى لابْنِهِ مَالاً بِخَيْبَرَ، فَأَقْبَلَتْ أُخْتُهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ?: «يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي» . قَالَتْ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «خَالَكَ حَمْزَةَ» . قَالَتْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَحَمَهُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ.
ثُمَّ قَالَ لَهَاَ: «احْتَسِبِي» . قَالَتْ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «مُصْعَبَ بن عُمَيْرٍ» . قَالَتْ: وَأحَزَنَاهُ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهَا قَالَتْ: وَاعَقْرَاهْ، فَقَالَ ?: «إِنَّ لِلزَّوْجِ مِنْ الْمَرْأَةِ مَكَانًا مَا هُوَ لأَحَدٍ» .
ثُمَّ قَالَ لَهَا: «لِمَ قُلْتَ هَذَا» . قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتُ يُتْمَ بَنِيهِ فَرَاعَنِي، فَدَعَا رَسُولَ اللهِ ? لِوَلَدِهِ أَنْ يُحْسِنَ عَلَيْهِمُ الْخَلَفُ فَتَزَوَّجَتْ طَلْحَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ، فَكَانَ أَوْصَلَ النَّاسِ لِوَلَدِهَا، وَكَانَتْ حَمْنَةُ خَرَجَتْ يَوْمَئِذٍ إِلى أُحُدٍ مَعَ النِّسَاءِ يَسْقِينَ الْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا.
شِعْرًا:
تَبَارَكَ مَنْ عَمَّ الْوَرَى بِنَوَالِهِ
وَأَوْسَعَهُمْ فَضْلاً بِإِسْبَاغِ نِعْمَةِ
وَقَدَّرَ أَرْزَاقًا لَهُمْ وَمَعَايِشًا
وَدَبَّرَهُمْ فِي كُلِّ طَوْرٍ وَنَشْأَةِ
أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمًا وَأَحْصَى عَدِيدَهُمْ
وَصَرَّفَهُمْ عَنْ حِكْمَةٍ وَالْمَشِيئَةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute