للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَاتَ لِلدَّوْدِ فِيهِ طَعْمًا ... وَلِلْهَوَامِّ الْعِطَاشِ رَشْفَا

وَلَيْتَهُ لَمْ يَكُنُ رَهِينًا ... بِكُلِّ مَا قَدْ هَفَا وَأَهْفَا

اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ بك من المعصية وأسبابها، اللهم أفض علينا من بحر كرمك وعونك حتى نخرج من الدنيا على السلامة من وبالها وارأف بنا رأفة الحبيب بحبيبه عند الشدائد ونزولها، وارحمنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم مع الذي أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) : اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين وثبتنا وإياك وإياهم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن علَى من نزل به الموت أن يعلم أنها ساعة تحتاج إلى معاناة صعبة جدًا لأن صورتها ألم محض وفراق لجميع المحبوبات.

ثم ينضم إلى ذلك هول سكرات الموت وشدائده والخوف من المآل، ويأتي الشيطان يحاول أن يسخط العبد على ربه، ويقول له: انظر في أي شيء ألقاك، وما الذي قضى عليك وكيف يؤلمك.

وها أنت تفارق ولدك، وزوجتك، وأهلك، وتلقى بين أطباق الثرى، وربما أسخطه على ربه، فكره قضاء الله تعالى ولقاءه، وربما حسن إليه الجور في الوصية، وربما حابا بعض الورثة وخصه بشيء دونهم، أو يعوقه إصلاح شأنه، والخروج من مظلمة تكون فبله، أو يؤيسه من رحمة الله، أو يحول بينه وبين التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>