النَّصِيحَة مرتان: فالأولي فرض وديانة، وَالثَّانِيَة تنبيه وتذكير، وأما الثالثة فتوبيخ وتقريع إن أمكن ولم يحصل عَلَيْكَ ضرر، والنصح سراً لا جهراً وبتعريض لا تصريح إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك فلابد من التصريح، ولا تنصح عَلَى شرط القبول منك فإن تعديت فأَنْتَ مخطئ.
من أردت قضاء حاجته بعد أن سألك إياها أو أردت ابتداءه بقضائها فلا تعمل إلا ما يريده هُوَ لا ما تريده أَنْتَ وإلا فأمسك فإن تعديت هَذَا كنت مسيئاً لا محسناً.
لا تنقل إلي صَدِيقكَ ما يؤلم نَفْسَهُ ولا ينتفع بمعرفته ولا تكتمه ما يستضر بجهله ولا يسرك أن تمدح بما لَيْسَ فيك لأنَّ نقصك ينبه النَّاس عَلَيْهِ بل الَّذِي ينبغي لك غمك بذَلِكَ وقديماً قيل: