للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من علامَات الاستدراج العمي عن العيوب وصرف نعم الله فِي معاصيه وخَيْر الرزق ما سلَم من الإثم فِي الاكتساب والغش فِي الصناعة والسلامة من أثمان المحركات كالمسكرات والدخان والتليفزيون والفيديو والكورة الورق التي يستعملها سخفاء العقول والبعيدون عَنِ الدين، أراح الله المُسْلِمِيْنَ منها وَمِنْهُمْ وَجَمِيع آلات المعاصي والملاهي والسلامة من الربا بجَمِيع أنواعه.

من شغله طلب الدُّنْيَا عَنِ الآخرة ذل، إما فِي الدُّنْيَا وإما فِي الآخرة، ومن نظر فِي سير السَّلَف عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال.

للإنسان المفرط موقفان يندم الإنسان فيهما عَلَى ضياع الوَقْت ندامة عظيمة حيث لا ينفع الندم، ولا يفيد التأسف والحزن.

الأول: ساعة الاحتضار حين يستدبر الإنسان الدُّنْيَا ويستقبل الآخرة ويتمني لَوْ أمهل برهة من الزمن ليتلافِي ويصلح ما أفسد وهيهات.

قال تعالى {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} .

والجواب عَلَى السؤال الَّذِي قَدْ فات أوانه {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} .

الموقف الثاني: فِي الآخرة قال تعالى {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} . الآيات.

وَقَالَ تعالى {وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} .

وَقَالَ تعالى {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآيات.

وَقَالَ تعالى {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} .

قال بعض العلماء: أفضل البُكَاء بُكَاء الْعَبْد عَلَى ما سلف من ذنوبه

<<  <  ج: ص:  >  >>