للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. تَعَلُلاً إِذْ عَدِمْنَا طِيْبَ رُؤْيَتِهِ ... مَنْ فَاتَهُ العَيْنُ هَدّا الشَوْقَ بِالأثَرِ

كَأَنَهُ بَيْنَ ظَهْرِيْنَا نُشَاهِدُهُ ... فِي مَجْلِسِ الدَّرْسِ بِالآصَالِ وَالبُكُرِ

زَيْنُ النُبُوَةِ عَيْنُ الرُّسْلِ خَاتِمُهُمْ ... بَعْثاً وَأَوّلُهُمْ فِي سَابِقِ القَدَرِ

صَلَى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ ثُمَّ عَلَى ... أشْيَاعِهِ مَا جَرَى طَلِّ عَلَى زَهَرِ

مَعَ السَّلامِ دَوَماً والرِّضَا أَبَداً ... عن صَحْبِهِ الأكْرمِيْنَ الأنْجُمِ الزُّهُرِ

وعن عَبِيْدِكَ نَحْنُ المُذْنِبِيْنَ فَجُدْ ... بِالأمْنِ مِنْ كُلِّ مَا نَخْشَاهُ مِنْ ضَرَرِ

وَتُبْ عَلَى الكُلِّ مِنَا واعْطِنَا كَرَماً ... دُنْيا وأُخْرَى جَمِيْعَ السُؤْلِ وَالوَطَرِ

اللَّهُمَّ ثَبِّتْ محبتك فِي قلوبنا وقوها ووفقنا لشكرك وذكرك وارزقنا التأهب والاستعداد للقائك واجعل ختام صحائفنا كلمة التَّوْحِيد وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

قال ابن رجب رَحِمَهُ اللهُ: عَلَى حديث ابن عباس المتضمن لوصية النَّبِيّ ? فإنه تضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين وأجلها حتي قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي فِي كتابه صيد الخاطر: تدبرت هَذَا الْحَدِيث فأدهشني وكدت أطيش ثُمَّ قال فوا أسفاً من الجهل بهَذَا الْحَدِيث وقلة الفهم لمعناه.

فقوله ?: " احفظ الله: يحفظك يعني احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه، وحفظ ذَلِكَ هُوَ الوقوف عِنْدَ أوامره بالامتثال وعِنْدَ نواهيه بالاجتناب وعِنْدَ حدوده فلا يتجاوز ولا يتعدي ما أمر به إلي ما نهي عنهُ ".

ودخل فِي ذَلِكَ فعل الواجبات جميعاً وترك المحرمَاتَ كُلّهَا كما فِي حديث ثعلبة المرفوع: " إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحرم حرمَاتَ فلا تنتهكوها وحد حدوداً فلا تعتدوها ". وَذَلِكَ يدخل فِي حفظ حدود الله كما ذكره الله تعالى فِي قوله: " والحافظون لحدود الله " وَقَالَ تعالى: " هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنِ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>