للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَقَدْ كَانَ فِي ظِلِّ الأَرَاكِ كِفَايَةٌ ... لِمَنْ كَانَ يَوْمًا يَقْتَفِيهِ رَحِيلُ

اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا، وامنن علينا يا مولانا بتوبة تمحو بها عنا كل ذنب واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى لآله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) :وقد ذكر العلماء أن طول الأمل له سببان أحدهما الجهل والآخر حب الدنيا، أما حب الدنيا فهو إنه إذا أنس بها وبشهواتها وعلائقها ثقل على قلبه ومفارقتها فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها وكل من كره شيئا دفعه عن نفسه والإنسان مشغول بالأماني الباطلة التي توافق مراده.

شِعْرًا: ... وَالْمَرْءُ يُبْلِيهِ فِي الدُّنْيَا وَيُخْلِقُهُ ... حِرْصٌ طَوِيلٌ وَعُمْرٌ فِيهِ تَقْصِيرُ

يُطَوِّقُ النَّحْرَ بِالآمَالِ كَاذِبَةً ... وَلَهْذَمُ الْمَوْتِ دُونَ الطَّوْق مَطْرُورُ

جَذْلانَ يَبْسِمُ فِي أَشْرَاكِ مِيتَتِهِ ... إِنْ أَفْلَتَ النَّابُ أَرْدَتْهُ الأَظَافِيرُ

وإنما يوافق مراده البقاء في الدنيا فلا يزال يتوهمه ويقدره في نفسه ويقدر توابعه وما يحتاج إله من مالٍ وأهلٍ ودارٍ وأصدقاء ودواب ومركوب وسائر أسباب الدنيا فيصير قلبه عاكفًا على هذا الفكر فيلهوا عن ذكر هاذم اللذات الموت.

شِعْرًا: ... إِذَا طَالَ عُمْرُ الْمَرْءِ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ ... لِخَالِقِهِ فَهُوَ الَّذِي مَا لَهُ عَقْلُ

آخر: ... وَمَنْ عَرَفَ الأَيَّامَ مَعْرِفَتِي بِهَا ... وَبِالْوَقْتِ أَمْضَى وَقْتَهُ فِي الْعِبَادَةِ

وَأَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الإِلَهِ حَقِيقَةً ... وَشُكْرٍ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةْ

آخر: ... إِنَّ الْعِبَادَةَ لِلإِلَهِ حَقِيقَةً ... تَكْسُوا الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَمَالا

<<  <  ج: ص:  >  >>